سحب الجنسية: متى تُفقد جنسيتك؟ وأهم القضايا في الخليج

عندما تُسحب جنسيتك، لا تفقد فقط وثيقة رسمية — تفقد حقك في العيش بأمان، والعمل، وحتى العودة إلى وطنك. سحب الجنسية, هو إجراء قانوني تتخذه الدولة لإنزال جنسية مواطنها، غالبًا بسبب اتهامات سياسية أو أمنية. يُعرف أيضًا باسم إلغاء الجنسية، وهو أداة قوية تُستخدم أحيانًا كعقاب، وأحيانًا كوسيلة لتصفية الخصوم. في الخليج، لم يعد هذا الأمر نادرًا. بل أصبح جزءًا من المشهد السياسي، خاصة عندما يرتبط بالانتماءات الفكرية أو الدعوية.

أحد أبرز الأمثلة هو طارق السويدان, الداعية الكويتي الذي أُقيل من قناة الرسالة عام 2013 بسبب صلاته بالإخوان المسلمين، ثم سُحبت جنسيته الكويتية لاحقًا. القرار لم يكن مجرد إداري — كان رسالة سياسية واضحة: الولاء للدولة يُقدّم على الولاء لأي حركة أو فكر. وفي السعودية، لم تكن حالات سحب الجنسية أقل حدة. أُلغيت جنسيات لأشخاص اتهموا بالانتماء لجماعات مصنفة كإرهابية، أو حتى لانتقادهم السياسات الرسمية. هنا، الإخوان المسلمين, حركة إسلامية تأسست في مصر، وانتشرت في الخليج، وأصبحت هدفًا رئيسيًا للحكومات بعد 2013، هي المفتاح. من يُتهم بدعمها، حتى لو لم يُدان في محكمة، قد يُفقد جنسيته.

لكن سحب الجنسية لا يخص فقط المعارضين. في بعض الحالات، يُستخدم كوسيلة لحل نزاعات عائلية، أو لمعاقبة أشخاص ارتكبوا جرائم يُنظر إليها كتهديد للأمن الوطني. بعض الدول تُطبقه بسرعة، بدون محاكمة، وبلا تفسير. وهذا ما يجعله مخيفًا. لا أحد يشعر بالأمان عندما تتحول الجنسية من حق إلى منحة يمكن سحبها في لحظة. في المقابل، هناك من يرى أنه ضرورة لحماية الاستقرار. لكن السؤال الحقيقي: من يُحدد ما هو "الخطر"؟ ومن يراقب من يملك السلطة؟

في قائمتنا أدناه، تجد قصصًا حقيقية من المنطقة — من قرارات سياسية أثرت على أفراد، إلى مواقف تُظهر كيف تُستخدم الجنسية كسلاح. لا توجد هنا نظريات عامة. فقط وقائع، وتواريخ، وأسماء. قراءة هذه القصص تُخبرك أكثر من أي قانون: الجنسية ليست مجرد ختم على ورقة. هي حياة.