الوحدة الوطنية, الانتماء المشترك الذي يربط بين أبناء البلد والمقيمين تحت هوية واحدة، بعيداً عن الأصل أو الدين أو اللغة. هي ما يصنع من دبي نموذجاً فريداً في العالم، حيث يعيش أكثر من 200 جنسية معاً دون انقسام، ويحتفلون معاً باليوم الوطني كأنه يومهم جميعاً. هذه ليست مجرد سياسة حكومية، بل تجربة حية تبدأ من الشارع، وتمتد إلى المدارس، وتُختبر في الأزمات، وتُحتفل بها في المسيرات.
اليوم الوطني, المناسبة التي تُعيد تذكير الجميع بتأسيس دولة الاتحاد عام 1971، لم تعد مجرد عطلة رسمية. في دبي، تتحول إلى حدث جماهيري حقيقي: 500 سيارة تجوب الشوارع من دار الاتحاد إلى برج العرب، وولي عهد رأس الخيمة يشارك في مسيرة تراثية ببطين السمحة، وخطاب حاكم خورفكان يربط بين الاحتفال وعدالة اجتماعية بإعفاء 1435 مواطناً من ديونهم. كل هذا يُظهر أن الانتماء, الشعور العميق بالانتماء إلى وطن واحد، بغض النظر عن الجذور ليس مجرد شعور، بل ممارسة يومية.
الوحدة الوطنية هنا لا تُفرض، بل تُبنى. عندما يُحيي لاعب سوري الجمهور في كأس العرب 2025 بهدف في الدقيقة 90، ويُصبح أيقونة للصمود في العالم العربي، لا يُحتفى به فقط كلاعب، بل كجزء من نسيج المجتمع الإماراتي. عندما يُشارك مقيم من الهند في مسيرة الاتحاد، ويرفع العلم، فهو لا يُشارك في احتفال، بل يُعيد تعريف ما تعنيه الهوية. حتى في الرياضة، عندما يفوز فريق سعودي بالبطولة الإلكترونية في الرياض، يُحتفى به كنصر إماراتي، لأن المشروع الوطني يتجاوز الحدود الجغرافية.
الحكومة لا تصنع هذه الوحدة وحدها. هي تُمكّنها. تُعطي فرصة، تُزيل عقبات، تُعزز المساواة. هذا ما يفعله إعفاء الديون، أو دعوة رئيس الإمارات لحضور إكسبو 2030 الرياض، أو حتى توزيع جوائز كأس العالم على شخصيات سياسية بغض النظر عن الجدل — لأن كل خطوة تُعزز فكرة أننا معاً، في هذا المكان، نبني شيئاً أكبر من أنفسنا.
ما تجده هنا في هذه المقالات ليس فقط أخباراً عن احتفالات أو مباريات. هو سجل حي لـالوحدة الوطنية كما تُعاش: في مسيرة بحرية في خورفكان، في تعادل درامي لفريق يُمثل الهوية، في لحظة صمت قبل إطلاق الألعاب النارية، وفي صوت طفل يقول: "أنا من دبي"، بغض النظر عن جواز سفره. هذه ليست أسطورة. هذه واقع. وتحت هذا السقف، كل واحد منا يكتب جزءاً منه.
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الـ54 بمسيرة قبائل في أبوظبي، حيث أكد شيوخ ومسؤولون أن الوحدة التي رسخها الآباء المؤسسون في 1971 هي أساس نهضتها، بينما أشادت البحرين بعلاقاتها الأخوية الراسخة مع الإمارات تحت قيادة محمد بن زايد وحمد بن عيسى.