ألتيببي تجمع 44 مليون دولار لتوسيع خدماتها الصحية الرقمية في الشرق الأوسط
في خطوة تُعد الأكبر من نوعها في قطاع الصحة الرقمية بالمنطقة، أعلنت شركة ألتيبي الإماراتية، وهي منصة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، عن إتمام جولة تمويل من النوع B بقيمة 44 مليون دولار في مارس 2022، لتعزيز انتشار خدماتها الطبية عبر الشرق الأوسط. الجولة قادها صندوقا Foundation Holdings وHikma Ventures، بمشاركة مستثمرين سابقين مثل Global Ventures وDASH Ventures. بهذا، يرتفع إجمالي التمويل الذي جمعته ألتيبي منذ تأسيسها عام 2011 إلى أكثر من 50 مليون دولار — رقم يعكس ثقة المستثمرين في نموذجها الذي يعيد تشكيل الرعاية الصحية في عالم عربي يعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية.
من هو مؤسس ألتيبي ولماذا تختلف منصته؟
الرجل وراء هذه القصة هو جليل علابدي، الطبيب الأردني الذي أسس الشركة في عام 2011، بعد أن شهد بنفسه كيف يضيع المرضى ساعات في زحمة المستشفيات فقط للحصول على تشخيص بسيط. لا تقدم ألتيبي مجرد مكالمات طبية عبر الإنترنت — بل تبني نظامًا متكاملاً يبدأ من معلومات طبية موثوقة باللغة العربية، وينتهي بتوصيل الأدوية إلى باب المنزل. اليوم، تخدم المنصة أكثر من 20 مليون زائر فريد شهريًا، وتُجري 3 ملايين استشارة طبية سنويًا، مع أكثر من 5 ملايين استشارة تم إجراؤها خلال السنوات الأربع الماضية. كما تضم قاعدة معرفية ضخمة تشمل أكثر من مليوني صفحة من المحتوى الطبي العربي، من أدوية إلى جراحات، ومن حسابات مؤشر كتلة الجسم إلى تواريخ التطعيم.
التوسع في السعودية ومصر: الخطة الاستراتيجية الجديدة
التمويل الجديد لن يُستخدم لتعزيز الوجود الحالي، بل لدخول أسواق جديدة بقوة. حسب تصريحات جليل علابدي لصحيفة Arab News: "نركز الآن على السعودية ومصر، وسنطلق خدمات توصيل الأدوية وجمع العينات التشخيصية في كلا البلدين خلال الأشهر القادمة." هذا يعني أن المستخدم لن يكتفي بالتحدث مع طبيب عبر التطبيق، بل سيحصل على دواء موصوف بسهولة، أو يُرسل عينة دم لتحليلها في مختبر معتمد — كل ذلك من خلال نفس المنصة. وستُستخدم الأموال أيضًا لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي تساعد الأطباء على اتخاذ قرارات تشخيصية أدق، وإدارة الوصفات الطبية، وتوجيه المرضى للخدمات المناسبة — أي تحويل ألتيبي من منصة تواصل إلى مركز صحي رقمي متكامل.
شراكة مع وزارة الصحة المصرية: إشادة رسمية
قبل أسبوع واحد فقط من إعلان التمويل، أعلنت ألتيبي عن شراكة استراتيجية مع وزارة الصحة والسكان المصرية لمشروع نقل بلازما الدم — وهو أول مشروع من نوعه في المنطقة يعتمد على منصة رقمية خاصة بالرعاية الصحية. هذه الشراكة ليست رمزية. إنها إقرار رسمي بأن ألتيبي ليست مجرد تطبيق تقني، بل شريك في بناء النظام الصحي الوطني. ويعتبر الخبراء أن هذا النوع من التحالفات هو ما يميز الشركات الناجحة في قطاع الرعاية الصحية: فهي لا تبيع خدمة، بل تُبنى مع الدولة.
لماذا هذا مهم لملايين العرب؟
في العالم العربي، يعيش نحو 400 مليون شخص دون إمكانية الوصول إلى خدمات طبية أساسية — سواء بسبب البعد الجغرافي، أو نقص الأطباء، أو التكلفة. ألتيبي لا تحل هذه المشكلة بالكامل، لكنها تُقلل من الضغط على المستشفيات. فبدلًا من أن يزور مريض مصاب بالسكري مستشفىً كل شهر، يمكنه الآن متابعة حالته عبر التطبيق، والحصول على نصائح من طبيب متخصص، وتلقي أدويته في المنزل. هذا يُقلل من التكاليف، ويُقلل من انتشار العدوى، ويُعطي المريض سيطرة أكبر على صحته. وقد حصلت الشركة على جائزة Schwab Foundation for Social Entrepreneurship وجائزة World Summit Award تقديراً لهذا التأثير الاجتماعي.
ما الذي ينتظر ألتيبي بعد السعودية ومصر؟
الخطة ليست مجرد توسع — بل هي مراحل. بعد ترسيخ وجودها في السعودية ومصر، تخطط ألتيبي لجمع جولة تمويل ثالثة لدخول أسواق شمال إفريقيا وباكستان. لكنها لا ترغب في أن تكون مجرد "أوبر للطب". كما قال علابدي: "نحن لا نبيع مكالمات منفصلة. نحن نبني رحلة صحية كاملة — من الوقاية إلى العلاج، ومن التشخيص إلى الدعم المستمر." هذا التحول من النموذج التفاعلي إلى النموذج الاستمراري هو ما يجعلها قابلة للنمو على المدى الطويل.
التحديات التي لا تزال قائمة
لكن الطريق ليس خالياً من العقبات. لا تزال بعض الحكومات تتردد في تنظيم خدمات التلي医 (الطب عن بعد)، وتحتاج ألتيبي إلى ترخيص في كل دولة على حدة. كما أن البنية التحتية للاتصالات في بعض المناطق لا تسمح بخدمات الفيديو عالية الجودة. ورغم ذلك، فإن التزام الشركة باللغة العربية، والمحتوى المحلي، والشراكات الحكومية، يمنحها ميزة تنافسية لا تملكها الشركات العالمية التي تقدم تطبيقات بالإنجليزية فقط.
أسئلة شائعة
كيف تختلف ألتيبي عن تطبيقات الصحة الأخرى في المنطقة؟
ألتيبي ليست مجرد تطبيق مكالمات طبية. فهي تجمع بين الاستشارات الطبية، والمحتوى الطبي العربي الموثوق، وخدمات توصيل الأدوية، وجمع العينات التشخيصية، وتقديم أدوات مساعدة للطبيب — كلها في منصة واحدة. بينما تركز منصات أخرى على معاملة واحدة، تبني ألتيبي رحلة صحية مستمرة للمريض، مما يجعلها أشبه بـ"طبيب شخصي رقمي".
لماذا تم اختيار السعودية ومصر أولًا للتوسع؟
السعودية ومصر هما أكبر سوقين طبيين في المنطقة، بسكان يتجاوزان 180 مليون نسمة، ونظامين صحيين يعانيان من ضغط شديد. كما أن كلا البلدين يدعمان التحول الرقمي في الصحة — فالمملكة لديها رؤية 2030، ومصر لديها برامج وطنية للطب عن بعد. هذا يجعلهما أكثر استعدادًا لتبني حلول مثل ألتيبي مقارنة بدول أخرى.
هل خدمات ألتيبي متاحة باللغة العربية فقط؟
نعم، كل المحتوى — من المقالات الطبية إلى واجهة التطبيق — مكتوب باللغة العربية الفصحى والعامية، مما يجعله مفهومًا حتى للمستخدمين غير المهرة تقنيًا. هذا يختلف عن المنصات العالمية التي تقدم محتوى بالإنجليزية فقط، وهو ما يفسر نجاح ألتيبي بين كبار السن والسكان الريفيين.
ما تأثير تمويل هذه الجولة على الموظفين؟
ألتيبي توظف حاليًا نحو 80 موظفًا في أربعة مكاتب (الإمارات، الأردن، مصر، السعودية)، وتشير التقارير إلى أن التمويل الجديد سيؤدي إلى تعيين أكثر من 50 موظفًا إضافيًا في مجالات التكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، والدعم الطبي خلال العامين القادمين، مع التركيز على توظيف أطباء وممرضين محليين في السعودية ومصر.
هل يمكن للشركات استخدام خدمات ألتيبي لموظفيها؟
نعم، تقدم ألتيبي خدمة "ألتيبي للشركات"، وهي برنامج رعاية صحية مخصص للشركات يوفر استشارات طبية مجانية، وفحوصات دورية، وبرامج توعية بالصحة النفسية والبدنية. أكثر من 200 شركة في المنطقة، من بينها شركات كبرى في قطاع التجزئة والطاقة، تستخدم هذه الخدمة لتحسين إنتاجية موظفيها وتقليل الغيابات.
ما الذي يمنع ألتيبي من التوسع في دول أخرى الآن؟
القيود التنظيمية هي العائق الأكبر. كل دولة عربية لديها قوانين مختلفة للطب عن بعد، وتتطلب تراخيص منفصلة. بالإضافة إلى ذلك، البنية التحتية للاتصالات في بعض الدول لا تدعم جودة الفيديو المطلوبة. لذلك، تفضل ألتيبي التوسع ببطء وثقة، بدلاً من التوسع السريع الذي قد يعرضها لمشاكل قانونية أو تقنية.
Majd kabha
هذي أول مرة أشوف منصة تخدم المريض كإنسان، مش كرقم في نظام. من يدري، ربما في المستقبل القريب، نشوف مريض سوري أو يمني يحصل على دواء من ألتيبي وهو جالس في خيمة، وما يروح المستشفى ولا مرة. هذا ليس تطورًا تقنيًا، هذا إنسانية مُبرمجة.
Mohamed Amine Mechaal
النموذج القيمي لألتيبي يمثل تحوّلًا بارزًا في مفهوم الرعاية الصحية القائمة على القيمة (value-based care) بدلًا من الحجم (volume-based care). التكامل بين الذكاء الاصطناعي التفسيري، والبنية التحتية اللوجستية، والشراكات المؤسسية يخلق نظامًا إيكولوجيًا متكاملاً (ecosystemic integration) يُعيد تعريف معايير الوصول (accessibility metrics) في سياقات اقتصادية نامية.
Nefertiti Yusah
يا جماعة، خليني أقولكم الحقيقة: لما سمعت إنهم يوصلون الدواء لباب البيت، بكيت. لا أعرف ليش، بس تخيلوا أمي اللي بتعمل 4 ساعات في الطابور علشان تحصل على دواء السكر... ده مش تطبيق، ده كرامة. وأنا مش محتاجة إيموجي علشان أقولكم إني فخورة.
Ali al Hamidi
هذي ليست قصة نجاح تكنولوجية، هذه حكاية عربية حقيقية. رجل أردني، بفكر عربي، بخدمة عربية، بلغة عربية، وبرؤية عربية. الشركات العالمية تأتي بتطبيقاتها من الغرب وتنسخها للعربي، لكن ألتيبي وُلدت من رحم المعاناة العربية. هذا التوسع في مصر والسعودية مش تجارة، هذا تحرير للرعاية الصحية من هيمنة المراكز الغربية. لو كان عندنا 10 شركات زي ألتيبي، ما كان عندنا مشكلة في الطب عن بعد. نحن لا نحتاج لتقليد، نحن نحتاج لقيادة.