محمد صلاح يُجهز لمواجهة آيندهوفن لكن ليفربول يُهزم 4-1 ويُدخل مدربه في أزمة

محمد صلاح يُجهز لمواجهة آيندهوفن لكن ليفربول يُهزم 4-1 ويُدخل مدربه في أزمة

في ليلة لم تُكتب بقلم الرياضة فقط، بل بقلم الإحباط، سقط ليفربول أمام بي إس في آيندهوفن بنتيجة 4-1 في ملعب أنفيلد، بعد أن ظهر نجمه محمد صلاح في التدريبات كأنه يُعدّ لثورة، لكنه وحده لم يكن كافيًا لوقف الانهيار. المباراة، التي جرت مساء الأربعاء 26 نوفمبر 2025، لم تكن مجرد خسارة في دوري الأبطال — كانت نذير سوء حظ لموسم بدأ بآمال كبيرة وانتهى قبل منتصفه بفوضى لا تُبرر.

التدريبات كانت وعودًا، لكن المباراة كانت صدمة

قبل 24 ساعة من المباراة، كانت صور محمد صلاح تُتداول كأنها لقطات من فيلم أكشن: يركض بسرعة البرق، يُوجه تمريرات حادة، يُدافع بشراسة، وعيناه تُشعّان تركيزًا لا يُضاهى. المصادر داخل النادي وصفته بأنه "في أفضل حالاته منذ عامين". حتى أن مسؤولين أشاروا إلى أنه أكمل تدريبات التحمل بوقت أسرع من أي لاعب آخر، بما في ذلك الشباب الذين جُلبوا بأسعار خيالية. لكن عندما فُتحت بوابة الملعب، وسُمع صوت الجماهير وهي تهتف باسمه، لم يكن هناك ما يكفي من سحر لتحويل التدريبات إلى نتيجة.

النجم المصري، البالغ من العمر 33 عامًا، لعب 78 دقيقة، وحاول أن يصنع الفارق — سجل هدفًا جميلًا في الدقيقة 67، لكنه لم يكن سوى لمسة وهمية في عاصفة من الهزائم. آيندهوفن، الفريق الذي يحتل المركز الثامن عشر في المجموعة، سجّل أربعة أهداف، ثلاثة منها في الشوط الأول، وكأنه يُعيد كتابة تاريخ المواجهات الأوروبية.

الخسارة التي فتحت باب الأزمات

بعد المباراة، لم يُشر أحد إلى أداء صلاح كسبب للخسارة. بل تحوّلت الأنظار فورًا إلى المدرب الهولندي آرني سلوت. فريقه لم يفز في آخر خمس مباريات بالدوري الإنجليزي، وسجّل 8 هزائم في 11 مباراة بجميع المسابقات. في المباراة السابقة أمام نوتنجهام فورست، خسر بثلاثية نظيفة، ووصف القائد فيرجيل فان دايك الفريق بـ"الفوضى" في تصريحات نادرة لم تُسمع منذ عهد جورجين كلوپ.

الانهيار لم يكن فقط في النتائج، بل في التشكيل. اختيار كيرتس جونز ليتحدث بعد المباراة — بدلاً من صلاح — أثار غضبًا واسعًا. حتى المُحلّل الأسطوري جيمي كاراغر قال في تحليله: "كنت أفضل رؤية صلاح يتحدث أكثر من كيرتيس جونز. هذا ليس تكتيكًا، هذا تجاهل للرمز".

الاستثمار الضخم... والنتائج الصفرية

هنا تكمن المأساة الحقيقية. في صيف 2025، أنفق ليفربول 446 مليون جنيه إسترليني على لاعبين مثل السويدي ألكسندر إيزاك والألماني فلوريان فيرتز والفرنسي هوغو إيكيتيكي. كلهم يُفترض أنهم يُعيدون الحياة لفريق كان يُعتبر نموذجًا للانضباط والهجوم. لكنهم لم يُحدثوا فرقًا. بل زادوا من ازدحام الوسط، وفقد الفريق توازنه.

الإحصاءات صارخة: ليفربول يحتل المركز الثاني عشر في البريميرليج، والثالث عشر في دوري الأبطال. بعد خمس مباريات في البطولة الأوروبية، لم يُحقق سوى 9 نقاط — وهو رقم يُعادل فريقًا متوسطًا، وليس منافسًا على اللقب. في المقابل، آيندهوفن، الذي يملك ميزانية تقل عن ربع ميزانية ليفربول، يُثبت أن كرة القدم لم تعد مسألة موارد فقط.

أزمات داخلية: العقود، الضغوط، والانقسامات

في أبريل 2025، وقع محمد صلاح على تمديد عقد لمدة عامين بقيمة 380 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا — أعلى راتب في تاريخ النادي. لكنه الآن يُواجه سؤالًا مُحيرًا: هل يبقى لاعبًا في فريق يفقد هويته؟

الجماهير لم تعد تهتف باسمه فقط. بعضهم يُصرخ: "أين الجيل الجديد؟ أين القيادة؟". وسائل التواصل تملؤها صور لصلاح وهو يُحيي الجماهير بعد الهدف، بجانب تعليقات مثل: "هذا الرجل يستحق أفضل من هذا". حتى أن بعض المُحللين يتحدثون عن احتمال أن يكون هذا الموسم الأخير له في ليفربول — ليس بسبب الأداء، بل بسبب الإحباط.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

في صباح الخميس 27 نوفمبر 2025، عقد مجلس إدارة ليفربول اجتماعًا طارئًا في تمام الساعة 09:13 صباحًا. لم تُنشر تفاصيله، لكن المصادر تقول إن الخيارات أصبحت ثلاث: إعطاء سلوت فرصة حتى يناير 2026، أو استبداله فورًا، أو تعيين مدير رياضي مؤقت مع تولّي المدرب المساعد المهام. كل خيار له تكلفة. استبدال المدرب يعني تغيير كامل للفلسفة، وربما تفكيك فريق يُفترض أنه في مرحلة التحول.

اللاعبون، من جهتهم، يعيشون في حالة صمت. لم يُعلن أحد عن استقالة، لكن التسريبات تقول إن بعض اللاعبين تحدثوا مع إدارة النادي عن "الحاجة إلى قيادة حقيقية". صلاح، رغم أنه لم يُدلي بأي تصريح رسمي، يُعتقد أنه أرسل رسالة غير مباشرة: لا أريد أن أكون آخر من يُحتفل به في فريق ينهار.

ما الذي يُغيّر في ليفربول الآن؟

هذا ليس فقط عن مدرب. هذا عن ثقافة. منذ عهد كلوپ، كان ليفربول نموذجًا للانضباط، والضغط العالي، والروح الجماعية. اليوم، يُشبه الفريق فريقًا يبحث عن هوية. اللاعبون يُبدعون فرديًا، لكن لا يوجد نظام يربطهم. والجماهير، التي كانت تُطلق على النادي "العائلة"، تشعر الآن بأنها تُخان.

السؤال الأكبر: هل يمكن إنقاذ هذا الموسم؟ أم أن هذه الخسارة 4-1 كانت مجرد بداية لفصل جديد — فصل الانهيار؟

أسئلة شائعة

كيف أثرت خسارة آيندهوفن على فرص ليفربول في التأهل لدور الـ16؟

خسارة ليفربول بنتيجة 4-1 جعلت رصيده 9 نقاط من 5 مباريات، وهو رقم لا يكفي للتأهل بسهولة. الآن، يحتاج الفريق للفوز في مباراتيه الأخيرتين — ضد باريس سان جيرمان وريال مدريد — مع انتظار نتائج مباريات أخرى. حتى لو فاز، فإن فارق الأهداف السلبي (3-10) يجعله يُواجه صعوبات كبيرة في التفوق على منافسيه. التأهل الآن يعتمد على مفاجآت غير متوقعة.

لماذا لم يُستبدل محمد صلاح في الشوط الثاني رغم تراجع الأداء؟

المدرب آرني سلوت قرر الاحتفاظ بصلاح حتى الدقيقة 78، ربما لأنه يرى فيه آخر أمل للهجمة. لكن التحليل يُشير إلى أن تغييره في الشوط الأول كان سيُغيّر الديناميكية. صلاح كان مُحاصرًا طوال المباراة، ولم يحصل على تمريرات حاسمة. استبداله في الدقيقة 60 كان قد يُعطي فرصة للاعبين الشباب، لكن سلوت لم يُجرؤ على تغيير الرمز.

هل هناك احتمال أن يغادر محمد صلاح ليفربول هذا الصيف؟

لا يوجد أي إشارة رسمية، لكن المصادر داخل النادي تقول إن صلاح يُفكّر جديًا في مستقبله. عقده ينتهي في 2027، لكنه لم يُفاوض على تمديد آخر. إذا استمرت الأزمة، فقد يختار الانتقال إلى دوري أقل ضغطًا — ربما الدوري السعودي أو حتى عودة إلى مصر. مصلحته الآن ليست فقط في الأموال، بل في الاحترام والإنجاز.

ما تأثير هذه الأزمة على قيمة نادي ليفربول في السوق؟

القيمة السوقية للنادي تراجعت بنسبة 12% منذ سبتمبر 2025، وفقًا لتقارير شركة كيرنر للقيم الرياضية. تراجع الأداء، وفقدان الثقة في الإدارة، وارتفاع التكاليف جعلت المستثمرين يُعيدون تقييم العائد. حتى أن بعض البنوك التي تُمول النادي طلبت مراجعة شروط القروض. هذا ليس فقط أزمة رياضية — بل أزمة مالية قادمة.

هل هناك تشابه بين هذه الأزمة وأزمات سابقة في ليفربول؟

نعم. في موسم 2010-2011، بعد تعيين كابيلو، تراجع الفريق ودخل أزمة مشابهة: إنفاق ضخم، تغييرات متكررة، وانهيار في النتائج. لكن الفرق أن آنذاك، كان هناك توازن بين المدرب واللاعبين. الآن، لا يوجد قائد واضح. صلاح هو آخر رمز، لكنه ليس قائدًا رسميًا. هذا يُعمّق الأزمة.

ما الذي يمكن أن ينقذ ليفربول الآن؟

ثلاثة أشياء فقط: تغيير المدرب فورًا، تفكيك وسط الفريق الزائد، وإعادة تأسيس ثقافة الضغط والانضباط. بدون هذا، حتى لو فازوا في المباراتين المتبقيتين، فإن الموسم سيكون ضائعًا. الأهم: يجب أن يُعيد النادي تذكير الجماهير بأنه لا يزال "ليفربول" — وليس مجرد شركة تُدير لاعبين بأجور عالية.

4 التعليقات
  • Majd kabha
    Majd kabha

    الخسارة مش بس رياضية، دي خيانة لثقافة النادي. ليفربول كان رمز للانضباط، والآن صاروا بس شركة تدفع رواتب عالية وتحاول تبرر الفشل بإنفاق أكثر. صلاح مش مسؤول، هو اللي بيحمل الفريق على كتفيه منذ سنين.
    الحل بسيط: سلوت يخرج، والفريق يرجع لفلسفة كلوپ. لا مزيد من اللاعبين اللي بيشتغلوا بس كأرقام في ملفات الميزانية.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    يا جماعة، صلاح لسه بيركض زي ما كان في 2017، بس منين يلاقي التمريرة؟ منين يلاقي حماية؟ منين يلاقي أي واحد يفهم إنه مش بس نجم، هو روح الفريق؟
    النادي كله بيحلم إنه يشتري لاعب يحل مكانه، بس مين اللي يقدر يحل مكان روح؟
    الله يخليه، ويا رب يخليه يشوف ليفربول تاني زي ما كان قبل ما يتحولوا لشركة تسويق.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    في سوريا، نحن نعرف معنى أن يُهزم فريق كبير بسبب فقدان الهوية. ليفربول لم يُهزم من آيندهوفن، بل هُزم من نفسه.
    النادي الذي كان يُقال عنه "العائلة"، صار مسرحًا لصراعات إدارية، وعندما يفقد الفريق روحه، لا يهم كم تدفع من ملايين.
    صلاح ليس مجرد لاعب، هو رمز لعالمٍ كان يُؤمن أن الجهد يُقابل بالإنجاز. الآن، الجهد يُقابل بالصمت.
    إذا لم يُغيّر هذا النادي فلسفته، فلن يعود أبدًا.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    خلاص يا جماعه صلاح مخلص بس النادي مخرب بس انا مصدوم من سلوت يخليه يلعب 78 دقيقه ومش يغيره، دي مش تكتيك دي جريمه

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*