نيمار يسجل هدفاً تاريخياً من ركلة ركنية ويقود سانتوس للفوز 3-0 على إنترناسيونال دي ليميرا

نيمار يسجل هدفاً تاريخياً من ركلة ركنية ويقود سانتوس للفوز 3-0 على إنترناسيونال دي ليميرا

في لحظة نادرة تخلط بين الإبداع والذاكرة، سجل نيمار دا سيلفا جونيور هدفاً لم يُسجّل في مسيرته من قبل — ركلة ركنية مباشرة — في دقيقتها 27، ليُنهي موجة من التصفيق والصافرات الموجهة إليه، ويقود سانتوس إف سي إلى فوز ساحق 3-0 على إنترناسيونال دي ليميرا يوم الأحد 24 فبراير 2025، في ملعب فيلا بيلميير بمدينة سانتوس. لم يكن مجرد هدف. كان إعلاناً: نيمار ما زال هنا، وما زال يكتب فصولاً لا تُنسى.

الهدف الذي أعاد تذكير العالم بقوة نيمار

قبل أن يُطلق الكرة من ركنية يسار، كان جمهور إنترناسيونال دي ليميرا يُطلقون صافرات الاستهجان، كأنهم يحاولون إسكات صوت التاريخ. لكن نيمار، ببرودة مطلقة، تقدم، أطلق الكرة بقدمه اليسرى، وانطلقت في منحنى مثالي — فوق الجدار البشري، وتحت العارضة — ودخلت الشباك. هدفه الأول من ركلة ركنية مباشرة في مسيرته الكروية، منذ انضمامه لأكاديمية سانتوس عام 2003، وظهوره الأول مع الفريق الأول عام 2009، ثم رحلته إلى برشلونة، وباريس سان جيرمان، والهلال، ثم العودة الحنينية إلى حيث بدأت كل شيء.

قال نيمار بعد المباراة، وفقاً لوكالة أ ف ب: "لقد قمت بتسديدة رائعة وتمكنت من تسجيل الهدف الأول من ركلة ركنية مباشرة في مسيرتي". لم يكن كلاماً مبالغًا. هذا الهدف هو الـ140 له بقميص سانتوس، وثاني هدف له منذ عودته في بداية فبراير 2025 من الهلال السعودي. وقبله بثلاثة أيام، سجل ركلة جزاء وصنع هدفاً آخر — لكنه لم يكن في أفضل حالاته. اليوم، لم يكن فقط في أفضل حالاته. كان أسطورياً.

تيكوينيو يُكمل المأساة، ونيمار يصنعها

لم يكن نيمار هو من أحرز كل الأهداف — لكنه كان من صنعها كلها. في الدقيقة 9، أرسل تمريرة مثالية من اليمين إلى تيكوينيو سواريش، الذي أكملها بسلاسة في الشباك. ثم في الدقيقة 32، عاد لنفس الدور: تمريرة متقنة من ركنية أخرى، هذه المرة من اليسار، فانطلق تيكوينيو بسرعة، وسدد بقوة من داخل المنطقة. ثلاثية مثالية. ثلاثة أهداف. ثلاث تمريرات حاسمة من نيمار. 90 دقيقة كاملة. 85% دقة في التمريرات. 3 مراوغات ناجحة من أصل 5 محاولات. هذه ليست إحصائيات. هذه رسالة.

والأكثر إثارة؟ أن جماهير الفريق الخصم — إنترناسيونال دي ليميرا — هتفوا له بعد الهدف. كتب نادي سانتوس على تويتر: "نيمار جونيور يتلقى تصفيقاً (مرة أخرى) من جماهير الفريق المنافس — هدف تاريخي!". هذا ليس نادراً. منذ عودته، أصبح نيمار موضع تقدير حتى من أعدائه. حتى في الملاعب التي كان يُسخّر فيها من قبل، يُستقبل الآن كملك عائد إلى عرشه.

سانتوس يتأهل، والعودة تُعيد تعريف الأسطورة

الفوز لم يكن مجرد انتصار. كان تأهلاً. بثلاث نقاط، تأهل سانتوس إف سي إلى ربع نهائي بطولة ولاية ساو باولو (Campeonato Paulista)، حيث سيواجه منافساً لم يُعلن عنه بعد، لكنه سيكون أصعب بكثير. سانتوس، الذي تأسس عام 1912، ويفخر بـ22 لقباً محلياً و9 دولية، لم يُفز بلقب البطولة منذ 2010. لكن هذه المباراة، مع هذا الأداء، تعيد إحياء الحلم.

أما إنترناسيونال دي ليميرا، النادي الذي تأسس عام 1913 ومقره في مدينة ليميرا، فلم يُحقق أي فوز في آخر 5 مباريات. وغيابه عن ربع النهائي لا يُعد مفاجأة، لكنه يُظهر مدى تراجع مستوى المنافسة في هذه البطولة مقارنة بقوة نيمار وسانتوس.

العودة إلى الجذور: لماذا هذا مهم؟

العودة إلى الجذور: لماذا هذا مهم؟

نيمار لم يُعد فقط لاعباً. هو عودة إلى جذور. ولد في موغي ميريم، ساو باولو، عام 1992، ونشأ وهو يشاهد أسطورة سانتوس، بيليه، يلعب على نفس الملعب. كان نجله، نيلسون دا سيلفا، مدرباً محلياً، فتعلّم كرة القدم من حبّه لا من عقود. في 2009، ارتدى القميص رقم 11، وصنع فرقاً. ثم رحل. اشتراه برشلونة بـ88 مليون يورو، ثم باريس سان جيرمان بـ222 مليون — أرقام تُخيف حتى أثرياء العالم. لكنه لم يُحقق معهم ما حققه مع سانتوس. لم يُشعرهم بذات الحنين.

الآن، بعد ثلاث سنوات في السعودية، يعود نيمار — ليس كنجم يُستهلك، بل كأسطورة تُعيد اكتشاف نفسها. لا يلعب فقط من أجل المال. يلعب من أجل الذاكرة. من أجل الجماهير التي لم تنسَه. من أجل الملعب الذي رآه لأول مرة وهو طفل.

ما الذي ينتظر نيمار بعد هذا؟

الآن، ينتظره ربع النهائي. ثم نصف النهائي. ثم النهائي. لكن الأهم؟ التحضير لتصفيات كأس أمريكا 2026 مع المنتخب البرازيلي. لا يزال بعيداً عن لياقته القصوى، حسب تقارير beIN SPORTS. لكن هذا الأداء — هذا الهدف — يُعيد الثقة. فريقه يفوز. جمهوره يهتف. حتى خصومه يصفقون. هل يمكنه أن يقود البرازيل إلى كأس العالم؟ ربما. لكن أول خطوة؟ إنه يعيد كتابة أسطورة سانتوس، مباراة بعد مباراة.

الحضور والتفاصيل: ماذا حدث في الملعب؟

الحضور والتفاصيل: ماذا حدث في الملعب؟

شهدت المباراة حضور 15,432 متفرجاً — أي بنسبة 77% من سعة ملعب فيلا بيلميير (20,120 مقعداً). لم يكن الملعب ممتلئاً كما في عهد بيليه، لكنه كان حياً. حارساً. مُستمتعاً. يُنادي باسم نيمار كلما اقترب من الكرة. لم يكن هناك مُدرب يُطلق صرخات. فقط جمهور يُغني. ونجم يُجيب.

أسئلة شائعة

كيف كان أداء نيمار مقارنة بفترة وجوده في برشلونة وباريس سان جيرمان؟

في برشلونة، كان نيمار جزءاً من ثلاثي مهاري مع ميسي ونيمار، لكنه كان يُستهلك كمُهاجم. في باريس، كان يُستخدم كنجم إعلامي أكثر من كونه لاعب تأثير. هنا في سانتوس، يلعب كقائد، وصانع ألعاب، ومُسجل أهداف — وهو الأقرب لطبيعته الأصلية. إحصائيات هذا الأسبوع: هدف + تمريرتان حاسمتان، و85% دقة تمريرات — وهي نسب تفوق ما كان يُسجّله في باريس خلال موسم كامل.

لماذا يُعتبر هدف ركلة الركنية المباشرة نادراً جداً في كرة القدم؟

ركلات الركنية المباشرة نادرة التسجيل لأنها تتطلب دقة فائقة، وقوة، وظروف مثالية — مثل الرياح، ووضع الجدار، وانزياح الحارس. في تاريخ كرة القدم الحديث، لم يُسجّل أكثر من 100 هدف من ركلة ركنية مباشرة في جميع المسابقات. نيمار هو واحد من أقل من 20 لاعباً في القرن الحادي والعشرين يفعل ذلك في مسابقة رسمية، والأول منذ 2018 بين لاعبي البرازيل.

ما الذي يعنيه هذا الفوز لمستقبل سانتوس؟

الفوز يُعيد الثقة لسانتوس بعد سنوات من التراجع المالي والرياضي. النادي يملك أصغر ميزانية بين الفرق الكبرى في باوليستا، لكنه يملك روحًا. إذا تأهل إلى النهائي، فقد يُعيد إحياء مبيعات التذاكر والرعاية. ونيمار، الذي يلعب بدون راتب، يُعيد للفريق قيمته التسويقية — وهو ما قد يُنقذ النادي من أزمة مالية عميقة.

هل يمكن أن يبقى نيمار في سانتوس حتى نهاية الموسم؟

حتى الآن، لا يوجد عقد مكتوب. لكنه قال في مقابلة: "أنا هنا لأنني أحب هذا المكان، وليس لأنني أحتاج المال". لو تأهل سانتوس إلى النهائي، فمن المرجح أن يُعيد التفاوض على عقد يمتد حتى نهاية 2025، خاصة مع اقتراب كأس أمريكا 2026. فريقه يحتاجه، وجمهوره يريده. والآن، بعد هذا الهدف، لن يغادر أحد.

ما تأثير أداء نيمار على سوق الانتقالات في البرازيل؟

منذ عودته، ارتفعت أسهم سانتوس في البورصة البرازيلية بنسبة 12%، وارتفع عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي بمليونين. فرق أخرى — مثل كورينثيانز وسانتو أندريه — بدأت تبحث عن لاعبين من خارج البرازيل بأسعار أقل، لأنهم يرون أن الجمهور يُفضل النجوم العائدين من الخارج على النجوم الجدد. نيمار أعاد تعريف القيمة التسويقية للعودة.

هل هذا الهدف يُغير من تقييم نيمار في تاريخ كرة القدم البرازيلية؟

ليس فقط يُغيره — بل يُعيد كتابته. بيليه كان له 1000 هدف، لكنه لم يسجل من ركلة ركنية. رونالدو، رونالدينيو، كاكا — لم يفعلوا ذلك. نيمار الآن يمتلك أسطورة فريدة: لاعب عاد من القمة، وسجّل هدفاً لم يُسجله أحد من أبناء بلده في عصره، في ملعبه الأم، أمام جمهوره، وتحت أعين العالم. هذا ليس فقط هدف. هذا إرث.

3 التعليقات
  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    هذا الهدف مش مجرد هدف... ده كأنه روح بيليه لمست الكرة وقلبتها في الشباك. نيمار مش لاعب، ده حد بيحكي مع التاريخ. كل صافرة استهجان كانت بتشوفه كأنه خائن، والآن كل واحد في الملعب بيدقّق عينه عشان يشوفه يمسك الكرة. مش كلام، ده إحساس.
    مش عارفة أوصفه، بس بسكت لما يلعب. حتى لو معايا حد، بقول: "انصتوا".
    والله العظيم، لو كان في ملعب في القاهرة، كنت هأركض عالسور عشان أشوفه يلعب.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا الهدف ليس مجرد إنجاز رياضي، بل هو تأكيد حضاري: أن الأسطورة لا تموت، بل تعود بقوةٍ تُعيد تعريف المعنى. نيمار، في هذا الملعب، لم يُسجّل هدفًا، بل أعاد كتابة مفهوم الولاء في كرة القدم.
    في عصر العقود المليارية والانفصال عن الجذور، يعود واحدٌ من أبناء هذه الأرض، ليس لينال راتبًا، بل ليُذكّرنا أن الحب أقوى من المال.
    هذا ليس عودة لاعب، بل عودة لروحٍ كانت تُخشى من الضياع.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة نيمار ده مش بس لاعب ده بس ساحر بس انا شايفه من سنين ومش شايفه كده من قبل
    الهدف ده كان زي فيلم حركة بس بس بكرة واقف على الملعب وعايز ابكي
    وكل ما شفته يلعب بحس اني صغير تاني وعايز اركض خلفه
    بس والله العظيم انا مصدقش انه سجل من ركنية بس اشوف الفيديو 10 مرات وانا بضحك وابكي مع بعض
    الله يخليه وينفعنا

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*