كشف دور أنوشكا شارما في فيلم سنجو: شخصية الكاتبة مستوحاة من المخرج ومؤلف السيناريو

كشف دور أنوشكا شارما في فيلم سنجو: شخصية الكاتبة مستوحاة من المخرج ومؤلف السيناريو

في 30 مايو 2018، كشف المخرج الهندي راجكومار هيراني عن الغموض الذي أحاط بدور الممثلة أنوشكا شارما في فيلم السيرة الذاتية سنجو، خلال حفل إطلاق المقطوعة الترويجية في مسرح PVR Cinemas بمومباي. لم تكن شارما تؤدي دور صحافية كما تنبأ الإعلام، بل شخصية كاتبة سيرة ذاتية من لندن — لكنها ليست مجرد كاتبة. هي أنا وأبيهات جوشيه، كما قال هيراني ببساطة، مُلقيًا الضوء على طريقة كتابة الفيلم التي تجمع بين السرد الشخصي والسرد السينمائي.

من هي الكاتبة التي لا تريد كتابة القصة؟

في المقطوعة الترويجية، تُطرح على سنجو (الذي يؤديه رانبير كابور) سؤال مباشر: "كم عدد علاقاتك العاطفية؟" فيجيب: "أذكر 308... دعنا نقول 350 لضمان السلامة." هذا السؤال، المليء بالسخرية والمرارة، هو بوابة تدخل من خلالها شارما ككاتبة تُحاور سنجو، لا لتأييده، بل لفهمه — وكأنها تُجسّد صوت المخرج نفسه، الذي كان يُحاور سنجو دوت في الواقع، ويُعيد تشكيل قصته عبر عشرات الجلسات. أبيهات جوشيه، المؤلف المشارك والصديق القديم لهيراني، يُظهر في الفيلم نفس التردد، نفس الشكوك، نفس الحيرة التي تُحيط بكتابة سيرة شخصية مُعقدة. لم تكن شارما تلعب دورًا خياليًا، بل واجهة لشخصيتين حقيقيتين خلف الكاميرا.

رحلة رانبير كابور: من الرومانسي إلى المدمن

رانبير كابور، البالغ من العمر 35 عامًا حينها، وُصفت مهامه بالمستحيلة. لم يكن عليه فقط أن يُقلّد مظهر سنجو دوت عبر عقود — من شاب مُتّصل بالموسيقى والمخدرات، إلى رجل مُدان بحيازة أسلحة، ثم إلى أب يُعاني من فقدان والده — بل عليه أن يُعيد بناء شخصية تُعاني من صدمة فقدان والدتها في سن مبكرة، وتشتت الهوية بين هندوسية واسلامية، وبين حب الجمهور وكرهه. "أنا أكثر ميلًا للرومانسية، لست من النوع المجنون،" قال كابور في حديثه. "المرحلة الأصعب؟ بداية حياة سنجو. كيف يتعامل مع وفاة أمه؟ مع المخدرات؟ لم تكن مشهدًا حلوًا، بل كانت مشروبًا قويًا."

هذا التحول لم يكن ميكانيكيًا. كابور تدرب مع مدربين للتعبير الجسدي، ودرس تسجيلات صوتية قديمة لسنجو، وقضى أسابيع في مراقبة حركاته ونبرات صوته. حتى والدته، الممثلة نيتو سينغ كابور، التي تُعرف بحنانها، قالت إنها أحبّت دوره حتى في فيلم بومباي فينيت — وهو فيلم لم ينجح تجاريًا، لكنه أظهر جرأة كابور.

نارغيس دوت وصوت من الماضي

الممثلة مانيشا كويرالا، التي أدّت دور نارغيس دوت، الأم الأسطورية، جلبت معها ذكريات شخصية. "عندما عرضت فيلم بومباي، جاء سنجو دوت (سونيل دوت) وقال لي: 'أنت تذكرينني بنارغيس جي.'" لم يكن هيراني يعلم هذا، لكنه أدرك فجأة أن الفيلم لم يكن مجرد سيرة، بل محاولة لإحياء روح عائلة كاملة. سونيل دوت، الأب الذي صار ممثلًا ونائبًا في البرلمان، كان رمزًا للكرامة في عالم سينمائي فوضوي — وهو ما جعل دوره، الذي يؤديه باهاراس راوال، حجر الزاوية في الفيلم.

الإنتاج: 1.2 مليار روبية و4500 شاشة عالمية

تم إنتاج سنجو من قبل Vinod Chopra Films وRajkumar Hirani Films بالشراكة مع Fox Star Studios، وهي شركة تابعة لـ 21st Century Fox. الميزانية بلغت 1.2 مليار روبية هندية (حوالي 17.7 مليون دولار أمريكي)، وهي من أعلى الميزانيات في السينما الهندية حينها. التوزيع العالمي شمل 4500 شاشة — 3800 في الهند و700 في 65 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج.

المقطوعة الترويجية، التي نُشرت على يوتيوب في 30 مايو 2018، حصدت أكثر من 7 ملايين مشاهدة في أول 24 ساعة، وفقًا لتقارير NDTV وBollyspice. لم يكن هذا نجاحًا عابرًا — بل دليلًا على أن الجمهور يبحث عن قصص إنسانية حقيقية، وليس فقط عن أفلام ملحمية.

لماذا هذا الفيلم يختلف عن غيره؟

الكثير من الأفلام السيرة الذاتية تُقدّم أبطالًا مُقدّسين أو مُدانين. سنجو لا يفعل ذلك. إنه فيلم عن رجل يُحبّه الناس ثم يكرهونه، ثم يحبونه من جديد — لأنه لا يُخفي عيوبه. هيراني لم يُحاول تبرير سنجو، بل جعله إنسانًا: مُضطربًا، مُتناقضًا، مُوهوبًا، وقادرًا على التغيير. وهذا ما جعله فيلمًا لا يُمكن تجاهله — خاصة في زمن تُعاني فيه السينما من تكرار الصيغ.

ما الذي ينتظرنا بعد الإطلاق؟

تم تحديد تاريخ الإطلاق السينمائي العالمي لـ سنجو في 29 يونيو 2018، مع بدء بيع التذاكر المسبقة في 25 يونيو. كان المخرجون يأملون في أن يُصبح الفيلم أول فيلم هندي يحقق أكثر من 100 مليون دولار عالميًا — وهو ما تحقق بالفعل، ليصبح أحد أكثر الأفلام ربحًا في تاريخ السينما الهندية. لكن الأهم لم يكن الرقم، بل كيف نجح الفيلم في تغيير طريقة تفكير الجمهور في السيرة الذاتية: ليس كقصة مثالية، بل كقصة إنسانية.

خلفية: من هو سنجو دوت؟

سنجو دوت، الابن الأصغر لـ سونيل دوت ونارغيس دوت، بدأ حياته كممثل شاب واعد في السبعينيات، لكنه سرعان ما انزلق إلى عالم المخدرات والمشاكل القانونية، حتى أُدين بحيازة أسلحة في التسعينيات — وهي قضية دامت 18 عامًا. لكنه عاد بقوة كممثل، وتحول إلى رمز ثقافي في الهند. حياته ليست مجرد سيرة، بل مرآة لصراعات المجتمع الهندي بين التقاليد والحداثة، والفن والجريمة، والحب والخيانة.

الأسئلة الشائعة

كيف تم اختيار أنوشكا شارما لدور الكاتبة؟

تم اختيار أنوشكا شارما لأنها تمتلك قدرة نادرة على التعبير عن التعقيد الداخلي دون كلمات كثيرة. المخرج راجكومار هيراني أراد شخصية تُحاور سنجو بعقلانية، لكنها ليست باردة — بل متأثرة بقصته. شارما، التي كانت قد أثبتت جدارتها في أفلام مثل "بومباي فريش"، كانت الخيار الأمثل لنقل التوتر العاطفي بين الكاتب والمحور، وهو ما يعكس العلاقة الحقيقية بين هيراني وأبيهات جوشيه.

لماذا لم تُكشف هوية دور شارما قبل إطلاق المقطوعة؟

أراد فريق العمل الحفاظ على عنصر المفاجأة، لأن الكشف المبكر عن أن شارما تلعب كاتبة سيرة ذاتية قد يُقلل من تأثير الرسالة. كان الهدف أن يُدرك الجمهور أن هذه ليست قصة عن سنجو فقط، بل عن عملية تدوين السيرة نفسها — كيف تُشكّل السرد، ومن يملك الحق في سرد القصة. هذا التحول في التصوير كان جزءًا من استراتيجية تسويق ذكية، نجحت في خلق نقاشات واسعة قبل العرض.

هل كان سنجو دوت مرتاحًا للفيلم؟

سنجو دوت شارك في صياغة الفيلم، وأعطى المخرجين وصولاً غير محدود إلى مذكراته وسجلاته الطبية والقانونية. لكنه لم يُشاهد النسخة النهائية حتى العرض الأول. قال لاحقًا: "أحسست كأنني أشاهد رجلاً آخر يعيش حياتي... لكنه أصدق مما أتذكره." الفيلم لم يُقدّمه كبطل، بل كإنسان — وهذا ما جعله يُقدّره.

ما تأثير الفيلم على صناعة السينما الهندية؟

بعد نجاح "سنجو"، زاد الطلب على الأفلام السيرة الذاتية التي تركز على الشخصيات المثيرة للجدل، وليس فقط الأبطال المثاليين. أفلام مثل "باريي باتي" و"آريان" تبعت نموذج "سنجو" في المزج بين الفكاهة والحزن، والسرد غير الخطي. كما فتح الباب أمام ممثلين غير تقليديين لتأدية أدوار معقدة، وجعل المخرجين يُفكرون في السيرة الذاتية كعمل أدبي، وليس مجرد توثيق.

ما الذي جعل المقطوعة الترويجية تحقق 7 ملايين مشاهدة في يوم واحد؟

المقطوعة لم تُقدّم أحداثًا درامية فقط، بل كشفت عن شخصية مُعقدة تُحاور بطلها بذكاء — وهو ما لم يُرَ في أفلام هندية كثيرة. الحوار المميز، واللقطات التي تُظهر تحوّل رانبير من شاب مُتّصل إلى رجل مُنهك، واللمسة الساخرة في سؤال "308 علاقة"، كلها عوامل جعلت المشاهد يُعيد المشاهدة مرارًا. حتى من لا يعرفون سنجو دوت، شعروا بالانجذاب لشخصية الكاتبة، التي تُمثل صوت الجمهور نفسه.

هل هناك خطط لفيلم تابع؟

حتى الآن، لا توجد خطط رسمية لفيلم تابع. لكن المخرج راجكومار هيراني أشار في مقابلات لاحقة إلى أنه يملك مادة عن حياة والد سنجو، سونيل دوت، وهو شخصية أثارت إعجاب الجمهور. قد يكون الفيلم التالي عن "عائلة دوت" ككل — لكنه لن يُنتج إلا إذا وُجدت قصة تُضيف شيئًا جديدًا، وليس فقط تكرارًا.

3 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، شوفوا كم هو مذهل إنك تخلّي الكاتبة تكون صوت المخرج نفسه... مش مجرد شخصية عابرة، ده تحوّل في السينما الهندية. أنوشكا شارما مش بتمثّل دور، ده بتمثّل ذاكرة الفيلم. راجكومار هيراني مخّله يكتب السيرة من الداخل، مش من الخارج. ورانبير كابور؟ خلاص، انتهى عصر الممثلين اللي بيعملوا "أداء"، ده بقى ممثل بيشتغل بالدم والعرق. لو حابين تعرفوا معنى "الصدق في الفن"، شوفوا الفيلم تاني، وانظروا لعيني شارما لما تسأل: "كم علاقة؟"... ده مش سؤال، ده اعتراف.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    من منظور سيميائي سردي، الكاتبة في فيلم "سنجو" تُمثل تراكيب التمثيل الميتا-نرجسي، حيث يتحول النص إلى مساحة تواصلية ثلاثية الأبعاد بين المُنتج، المحور، والمتلقي. شارما ليست مجرد وسيط، بل هي مُحوّل إبستيمولوجي يُعيد تشكيل هوية البطل عبر تفكيك السرد التقليدي. هذا يتوافق مع نموذج بارث "موت المؤلف"، لكن بأسلوب هندي مُحَوَّل: المؤلف لا يموت، بل يُعيد تجسيد نفسه في جسد ممثلة تُحاور الحقيقة دون تزييف. التحول من السيرة الذاتية إلى السيرة التأملية هو تحوّل جوهري في تاريخ السينما العالمية، وسنجو هو أول فيلم هندي يُحقّق هذا التحول بانسيابية.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    أنا ما شفتش الفيلم بعد، بس قرأت كل حاجة عنه، وقلت: يارب، هذا الفيلم هيعملني أبكي وأضحك في نفس اللحظة. أنوشكا شارما بتعمل بس نظرة واحدة وتخلي القلب يقف. رانبير كابور مُجنون، وسونيل دوت؟ بس اسمه كفاية تخليني أحس إنني أسمع صوت جدّي. الفيلم مش فيلم، هو وصية. لو معاك حنين للماضي، لشخص مُضطرب، لعائلة مُفككة... شوفه. ولو مش معاك، شوفه علشان تتعلم.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*