غوارديولا يكشف: كل شيء على ما يرام بعد مشادته مع غيماريش وهزيمة سيتي أمام نيوكاسل
بعد خسارة مفاجئة بنتيجة 2-1 أمام نيوكاسل يونايتد على ملعب سانت جيمس بارك، لم يكن غضب بيب غوارديولا مجرد رد فعل على النتيجة — بل كان انعكاسًا لتشتت الإحساس بالعدالة في مباراة لم تُحسم فقط بالكرة، بل بالقرارات التحكيمية التي أثارت جدلاً عالميًا. المباراة، التي جرت في 26 أكتوبر 2024 ضمن الجولة الثانية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز نيوكاسل أبون تاين، لم تُنهِ فقط أحلام سيتي بالعودة للصدارة، بل كشفت عن توتر متصاعد بين التحكيم التقني وواقع الملعب.
الغضب لا يُخفى، لكنه يُترجم إلى احترام
بعد صافرة النهاية، دخل غوارديولا في مشادة مباشرة مع برونو غيماريش، لاعب وسط نيوكاسل، بعد أن حاول اللاعب البرازيلي جذب انتباهه والحديث معه. لم يكن الأمر صراعًا عنيفًا، بل كان تبادلًا حادًا، لكنه انتهى بابتسامة خفيفة من غوارديولا. "قلت له: أنت لاعب رائع. وسألته عن ما حدث مع دوناروما. كل شيء على ما يرام"، قال المدرب الإسباني في تصريحاته لـ"كا سبورتس". هذه العبارة، التي تبدو بسيطة، تحمل طبقات عميقة: فهي ليست تهدئة فقط، بل هي اعتراف ضمني بأن التحكيم كان جزءًا من اللعبة، وأنه لا يُمكنه التحكم فيه.
لكن الوضع لم يكن هادئًا مع الجميع. قبل أن يلتقي غيماريش، اشتبك غوارديولا مع جويلينتون، لاعب الوسط البرازيلي الآخر لنيوكاسل، فتدخل المدرب المساعد جيسون تيندال لفصل الطرفين، بينما حاول الحكم إبعاد جويلينتون عن طريق غوارديولا. المشهد كان كأنه مشهد من فيلم درامي — مديرون يصرخون، لاعبون يحاولون التفاهم، وحكام يحاولون الحفاظ على النظام. لكن في خلفية كل هذا، كانت هناك نقطة واحدة لا تُناقش: نيوكاسل استحق الفوز.
VAR: نفس السيناريو، نفس الألم
الهدف الثاني لنيوكاسل، الذي أحرزه دوناروما بعد تدخل مثير للجدل، كان النقطة المحورية. غوارديولا لم يُخفي استياءه: "حدث ذلك مع بورنموث، وتكرر اليوم. الفيديو يرى ما يريد أن يرى، وليس ما حدث فعلاً." وهو يشير إلى حادثة مماثلة في مباراة سيتي أمام بورنموث قبل أسبوعين، حيث اعتبر أن لاعب سيتي تعرّض لدفع غير مبرر داخل المنطقة، لكن الحكم أقرّ الهدف. اليوم، نفس السيناريو: لاعب نيوكاسل يدفع دوناروما بعيدًا عن المرمى، والـVAR يُقرّ الهدف. "إذا كانت هذه هي القاعدة، فلماذا لا نفعل الشيء نفسه؟" سأل غوارديولا بسخرية مكتومة.
هنا، لا يتحدث غوارديولا عن مزاجه فقط، بل عن تغيّر معيار التحكيم في الدوري. في الموسم الماضي، كانت هذه التدخلات تُعتبر خطأ. اليوم، تُعتبر "مسموحة". وعندما يُسأل عن رد فعله، يقول: "أنا لا أبحث عن أعذار. لكنني أبحث عن عدالة." هذه ليست شكاوى عابرة — بل هي تحذير صامت لاتحاد الكرة الإنجليزي: التناقض في تطبيق القوانين يُضعف مصداقية الدوري بأكمله.
النتيجة ليست الوحيدة التي تُهمّ سيتي
الخسارة لم تُقلل من رصيد مانشستر سيتي فقط إلى 22 نقطة، بل أبعدته عن صدارة الترتيب، ليحل في المركز الثالث خلف تشيلسي، بينما ارتفع رصيد نيوكاسل إلى 15 نقطة، وهو رقم لا يُعدّ مذهلاً، لكنه يُمثل قفزة نوعية لفريق كان يُعاني من تراجع في الأشهر الماضية. غوارديولا لم يُنكر ذلك: "نيوكاسل كان أفضل، وأكثر فعالية في إنهاء الفرص. هم يستحقون هذا الفوز."
لكن ما يثير القلق في صفوف سيتي ليس فقط الخسارة، بل الأداء المتذبذب بعد عودة اللاعبين من توقف دولي. في الشوط الأول، سيتي سيطر على الكرة، لكنه أهدر 5 فرص حقيقية. في الشوط الثاني، تحسن، لكنه فشل في استغلال الضغط. "كنا الأقرب للتسجيل في البداية، لكن الحارس كان في قمة مستواه"، أضاف غوارديولا، ملمحًا إلى أن العامل الأكبر في الخسارة لم يكن التحكيم، بل فشل في التحويل.
التحدي القادم: التكيف أم الثورة؟
غوارديولا، الذي عُرف بصرامته في التحكم بالتفاصيل، لم يُظهر أي إشارة إلى تغيير في نهج الفريق. بل على العكس: "نهاية المطاف، إنها عملية تكيف. ومن الواضح أننا بحاجة إلى التحسن." هذه الجملة، التي تبدو بسيطة، هي في الواقع خارطة طريق. فالفريق لا يحتاج إلى تغيير في التكتيك، بل إلى تغيير في الوعي: كيف يتعامل مع التحكيم المتغير؟ كيف يُحول السيطرة إلى أهداف؟ وكيف يُحافظ على هدوئه عندما تُقرّر تقنية الفيديو عكس ما تراه العين؟
الموسم لا يزال في بداياته، و22 نقطة لا تعني نهاية الحلم. لكن ما حدث في نيوكاسل قد يكون مؤشرًا على أن التحدي الأكبر لسيتي هذا الموسم ليس المنافسين، بل النظام الذي يُحكم به الدوري نفسه. غوارديولا لم يُهاجم الحكام — بل أشار إلى أنهم يُصبحون جزءًا من اللعبة، وعليه أن يُعيد تعريف استراتيجيته وفقًا لذلك.
ما الذي سيتغير بعد هذه المباراة؟
الآن، سيتي يواجه مباراتين صعبتين: ضد ليفربول في الجولة القادمة، ثم أمام أرسنال في ديربي مانشستر. لا يمكنه أن يخسر المزيد من النقاط، خاصة مع تقارب الترتيب بين المتصدرين. لكن الأهم من ذلك: هل سيُعيد غوارديولا تشكيل خط هجومه؟ هل سيُعطي فرصة لشاب مثل جايدن ساكسون؟ أم سيستمر في الاعتماد على نفس النواة التي أهدرت فرصًا كثيرة؟
الجمهور ينتظر إجابات. لكن غوارديولا، كما عهدنا، لن يُجيب بتصريحات مثيرة. بل سيُجيب بنتائج.
أسئلة شائعة
لماذا اشتبك غوارديولا مع غيماريش؟
الاشتباك لم يكن عدائيًا، بل كان رد فعل طبيعي بعد هدف مثير للجدل. غوارديولا أراد أن يسأل غيماريش عن تفاصيل التدخل على دوناروما، وحين حاول اللاعب التحدث، تطور الحوار إلى نقاش حاد. لكن غوارديولا أكّد لاحقًا أن كل شيء على ما يرام، وأنه أثني على أداء اللاعب البرازيلي.
هل كانت قرارات VAR غير عادلة حقًا؟
غوارديولا أشار إلى أن نفس السيناريو تكرر مرتين: ضد بورنموث ثم نيوكاسل. في كلا الحالتين، تم احتساب هدف بعد تدخل يُعتبر في العادة خطأ، لكن تقنية VAR قررت أنه "ليس تدخلًا مخالفًا". هذا التناقض يُضعف الثقة في النظام، خاصة عندما تُطبّق القوانين بشكل غير متسق بين المباريات.
كيف أثرت هذه الخسارة على ترتيب مانشستر سيتي؟
بعد الخسارة، توقف رصيد سيتي عند 22 نقطة، مما أبعده عن صدارة الدوري، ليحل في المركز الثالث خلف تشيلسي (24 نقطة) وأرسنال (23 نقطة). هذه الخسارة تجعل المنافسة على اللقب أكثر صعوبة، خاصة مع ارتفاع أداء الفرق المتصدرة وانخفاض ثبات سيتي بعد فترات التوقف الدولي.
ما رأي الخبراء في أداء غوارديولا بعد الخسارة؟
الخبراء يرون أن غوارديولا يُظهر نضجًا في التعامل مع الإحباط. فبدلًا من الهجوم على الحكام، ركّز على تحسين الأداء الذاتي. هذا النهج يُشبه ما فعله مع برشلونة عام 2009 — عندما واجه انتقادات حادة، لم يُهاجم، بل غيّر التكتيك. قد يكون هذا هو المفتاح لعودة سيتي إلى القمة.
Nefertiti Yusah
ما شفناش هاللعبة من زمان. الحكم والـVAR بيكونوا أبطال أحيانًا وشريرين أحيانًا، ومين يقدر يفهمهم؟ غوارديولا مسك نفسه ومش مزح، بس أنا شايفة إنه متعب من نفس النظام اللي بيخرب اللي بيعمله.
Ali al Hamidi
في الحقيقة، هذا ليس مجرد خلاف تحكيمى، بل هو صراع بين العقل والانفعال. غوارديولا يرى أن العدالة الرياضية تُبنى على ثبات المعايير، وليس على تفسيرات متغيرة. في سوريا، نقول: "القانون إذا تغير يوميًا، يصبح ظلمًا مُقنّعًا". هذا ما يحدث الآن في البريميرليج. التناقض في تطبيق VAR ليس خطأ تقنيًا، بل هو تدهور أخلاقي في إدارة اللعبة.
اللاعبون يُعلّمون أطفالهم أن الضربة القوية داخل المنطقة خطأ، ثم يُقرّر VAR أنها "مقبولة" لأن الحارس لم يُسقط. هذا لا يُسمى تطورًا، بل تدميرًا للروح الرياضية.
غوارديولا لم يصرخ لأنه خسر، بل لأنه يعرف أن اللعبة تُسرق من تحت أقدامها. وعندما يقول "كل شيء على ما يرام"، فهو لا يُهدئ، بل يُعلن استسلامًا ذكيًا. لأنه يعرف أن الصراخ لن يغير شيئًا، لكنه لن يُسكت.
هذا ليس عن سيتي، هذا عن كل من يحب كرة القدم كما يجب أن تكون: نزيهة، واضحة، عادلة. لا نريد تكنولوجيا تُخفي الظلم، نريد تكنولوجيا تُكشفه.
إكرام جلال
يا جماعة انا شفتها المباراة وانا قاعد في الكافتيريا وانا نايم شوية بس لما حصل الهدف الثاني قفزت من المكان! ده ايه ده؟! الضربة دي كانت اكيد دفع بس الفيديو قال لا، وغوارديولا كان متوتر بس مسك نفسه كويس، بس بس بس... ناس كتير بتنسى ان اللاعب اللي عمل الهدف ده كان عامله اكتر من كده قبل كده، فاهميني؟
اللي عاوز يشوف الفيديو يشوفه، بس مفيش حد يقدر يشرح لي ازاي نفس الحركة في مباراة قبل أسبوعين كانت خطأ، واليوم مش خطأ؟! دي مش تكنولوجيا دي ديكتاتورية!
سيتي خسر بس مفيش حاجة تبرر اننا نقول ان نيوكاسل كان افضل، بس احنا عارفين ان الحكام خربوا اللعبة، وغوارديولا ماسك نفسه عشان ما يخسر اكتر من كده.
mahmoud fathalla
أنا بحب غوارديولا، بس بس... خلاص، مفيش حاجة تقدر تغير في الـVAR، ومش مفروض تضيع وقت في الصراخ. لازم نركز على إننا نحول الفرص، مش نتفرج على الحكم. دي مش مشكلة الحكم، دي مشكلة إننا نهدر فرص كتير، ونبقى ندور على عذر. نحن نحتاج تغيير في الهجوم، مش في التحكيم.
اللي بيحصل ده ممل، وكل مرة نفس القصة، وكل مرة نفس التبريرات. بس أنا معاك يا غوارديولا، عشان انت مش بتبكي، بس بتحاول تفهم النظام اللي عايز يخليك تلعب تحت قواعد مش مفهومة.
Abdeslam Aabidi
أنا شايف إن غوارديولا كان أذكى من أي حد في الملعب. لما قال "كل شيء على ما يرام"، كان بيقول: أنا عارف إنكم مش عاوزين تسمعوني، بس أنا مش هخسر نفسي عشان أصرخ. دي ليست هزيمة، دي درس. الكرة مش بس عن اللاعبين، ولا حتى عن التكنولوجيا، دي عن اللي بيحكمها.
مفيش حاجة أقسى من إنك تلعب بجدية، وتشوف إن النظام بيعمل معاك لعبة. بس غوارديولا مش هيتغير، هو هيبقى أذكى. هيعمل أشياء مفيش حد يشوفها، وهيكسب بس لأنه مش هيتعب يبرر.
الناس بتقول إن سيتي خسر، بس أنا شايف إنهم اكتسبوا وعي. وده أثمن من أي نقطة.