برشلونة يفوز 2-1 على نيوكاسل بثنائية بعد هدف راشفورد في دوري أبطال أوروبا
في ليلة مثيرة من الصراع الأوروبي، تمكن برشلونة من كسر قلب جماهير نيوكاسل يونايتد بفوز صعب 2-1 في مباراته الأولى من دوري أبطال أوروبا 2025/2026، يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2025، على ملعب ست جيمس بارك في نيوكاسل، إنجلترا. الهدف الوحيد للفريق الإنجليزي جاء من ماركوس راشفورد، الذي أظهر براعة مذهلة رغم الخسارة، بينما سجل الهدفان الثاني والثالث لبرشلونة في شوطين مختلفين، ليُنهي المباراة بتألق يُذكّر بعهد الريادة الأوروبية للنادي الكتالوني.
الصراع التاريخي يعود بقوة
هذه ليست مجرد مباراة عابرة. إنها أول مواجهة رسمية بين الفريقين منذ 22 عامًا، منذ نهائيات دوري أبطال أوروبا 2002/2003، عندما فاز برشلونة 3-1 في كامب نو و2-0 في نيوكاسل. لكن الجذور أعمق من ذلك. في 17 سبتمبر 1997، سجّل المهاجم الكولومبي فستينو أسبريلا هاتريكًا في فوز نيوكاسل 3-2 على برشلونة، وهو أحد أكثر المباريات إثارة في تاريخ النادي الإنجليزي. وحتى الآن، لا يزال المدرب الإنجليزي الأسطوري سير بوب روبسون هو الشخص الوحيد الذي تولى قيادة الفريقين — فقاد برشلونة في موسم 1996/1997، ثم نيوكاسل من 1999 إلى 2004. هذا الارتباط التاريخي يضفي على المباراة طابعًا نادرًا، كأن التاريخ يُعيد نفسه على أرضية ملعب يُعشقه الجماهير.
راشفورد يُحرق برشلونة… لكنه لم يكفي
في الدقيقة 34، تلقى راشفورد تمريرة ممتازة من وسط الملعب، وانطلق بسرعة مذهلة، متجاوزًا مدافعًا واحدًا، ثم ارتطم بالحارس في لحظة مثالية، أرسل الكرة في شباك برشلونة. ارتفع الملعب كله كأنه مسحور. الجماهير تغنّت، ووسائل التواصل الاجتماعي اندلعت: "نريد هاتريك لراشفورد!"، "إدي، هذا هو عودة اللاعب البديل المذهل!". لكن برشلونة، رغم تراجعه في السنوات الأخيرة، لم يُسمح له بالانهيار. في الدقيقة 58، سجّل فرانك كيسي هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة، ثم في الدقيقة 79، أكمل راموس (اللاعب الشاب الذي يُقارن بـبيب غوارديولا في الأداء) هدف الفوز بتسديدة من داخل المنطقة. لم يكن الهدف جميلاً فقط، بل كان ذكيًا — نتاج تكتيك مُعد بعناية بعد تغييرات مدرب برشلونة هوان كارلوس جارسيا، الذي أدخل لاعبين جدد في الشوط الثاني.
برشلونة… في مرحلة إعادة بناء ما بعد ميسي
ما زال برشلونة يحاول إعادة صياغة هويته بعد رحيل ليونيل ميسي في 2021. في عصره الذهبي، فاز النادي بأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا في تسع سنوات. الآن، بعد خسارة نهائية في 2023، يسعى الفريق لبناء نسخة جديدة: أبطأ، أكثر تنظيمًا، وأقل اعتمادًا على النجم الواحد. فوزه على نيوكاسل، رغم صعوبته، يُعد إشارة إيجابية. اللاعبون الجدد — مثل كيسي وراموس — لم يُظهروا فقط مهارة، بل أظهروا روحًا قتالية. هذا مهم. ففي دوري الأبطال الجديد، الذي يعتمد على نظام المرحلة الجماعية بدلاً من مجموعات تقليدية، كل نقطة تُعد ثمينة. خسارة واحدة هنا قد تُكلّفهم التأهل.
نيوكاسل: أملٌ لم يُطفَأ بعد
نيوكاسل، رغم الخسارة، لم يُنهِ مباراته بخيبة أمل. بل بفخر. راشفورد، الذي يلعب حاليًا مع مانشستر يونايتد، أثبت أنه لا يزال أحد أخطر المهاجمين في إنجلترا. لكن الأهم، أن الفريق يُعيد بناء ثقافة أوروبية. بعد سنوات من الغياب، يعودون بقوة. المباريات القادمة ضد بنفيكا (21 سبتمبر)، سلافيا براغ (24 سبتمبر)، وسبورتينغ لشبونة (28 سبتمبر) ستكون اختبارًا حقيقيًا. هل يمكنهم التأهل للدور التالي؟ ربما. لكن الأهم، أنهم يُظهرون أنهم لم يعودوا فريقًا يُهزم بسهولة في أوروبا.
ما الذي سيتغير الآن؟
برشلونة سيُركز على استقرار خطه الدفاعي قبل مواجهة أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، بينما سيحاول نيوكاسل تحسين أدائه في الهجوم. المدرب الإنجليزي إيدي هاو لم يُغير تشكيلته كثيرًا، لكنه أظهر تردّدًا في استخدام بديلين رئيسيين — وهو ما قد يُثير جدلاً. كما أن تذكّر أن برشلونة سبق أن خسر أمام فرق أضعف في هذه المرحلة (كما في 2023 ضد بوروسيا دورتموند) يُشير إلى أن النتائج لا تُحدد فقط بالاسم، بل بالحالة النفسية.
الملعب… أكثر من مجرد مكان
52,084 مشجعًا، كلهم يرددون أغانيهم، كلهم يُطلقون صيحات التحفيز، كلهم يُشعرون أن هذه المباراة ليست فقط عن النقاط. هذه هي لحظة يُعيد فيها النادي الإنجليزي تعريف نفسه. برشلونة، من ناحيته، يُعيد تذكير العالم بأنه لا يزال قادرًا على الفوز حتى في أصعب الظروف. الملعب لم يكن مجرد أرضية. كان مسرحًا للذاكرة، والطموح، والصراع.
أسئلة شائعة
كيف أثّر هدف راشفورد على تقييم أداء نيوكاسل؟
رغم الخسارة، كان هدف راشفورد هو الأبرز في المباراة، وأظهر أن نيوكاسل لا يزال يمتلك مهاجمًا قادرًا على تغيير مجريات الأحداث في ثوانٍ. هذا الهدف وحده يُعيد الثقة للجماهير، ويجعل الفريق مهددًا في المباريات القادمة، خاصة إذا استمر في التسجيل بانتظام في المباريات الأوروبية.
لماذا يُعتبر فوز برشلونة مهمًا في مرحلة إعادة البناء؟
بعد غياب الألقاب منذ 2015، ورحيل ميسي، كان برشلونة بحاجة لدليل على أنه لا يزال قادرًا على الفوز في مباريات صعبة خارج ملعبه. الفوز على نيوكاسل، فريق يمتلك جمهورًا ضخمًا وطموحًا كبيرًا، يُعد إشارة واضحة أن الفريق يبني ثقافة جديدة، قائمة على التكتيك والانضباط، وليس فقط على النجوم.
ما هي المواجهات الأوروبية القادمة لنيوكاسل؟
بعد برشلونة، يواجه نيوكاسل بنفيكا في 21 سبتمبر، ثم سلافيا براغ في 24 سبتمبر، وسبورتينغ لشبونة في 28 سبتمبر. هذه المباريات الثلاثة ستُحدد ما إذا كان الفريق قادرًا على التأهل للدور التالي، وهو هدف لم يحققه منذ 2003. كل مباراة تُعد اختبارًا لقوة التشكيلة وعمقها.
هل هناك أي تشابه بين هذه المباراة ومباريات برشلونة السابقة؟
نعم. في 2003، فاز برشلونة على نيوكاسل 3-1 في كامب نو، لكنه خسر 2-0 في نيوكاسل. هذه المرة، فاز خارج ملعبه، وهو ما يُشبه نمط الفريق في عهد بيب غوارديولا، عندما كان يفوز حتى في الملاعب الصعبة. الفرق الآن، أن الفريق لا يملك نجمًا واحدًا يُغيّر كل شيء — بل يعتمد على تعاون جماعي، وهو ما يجعله أكثر صعوبة في التنبؤ.
ما تأثير هذا الفوز على ترتيب برشلونة في دوري الأبطال؟
بفوزه، يرتفع برشلونة إلى المركز الثاني في مجموعته المؤقتة، خلف فريق يُفترض أنه الأقوى في المجموعة. لكن النظام الجديد يعتمد على النقاط المكتسبة في 8 مباريات، وليس على الترتيب فقط. أي فوز خارج ملعبه يُعد نقطة استراتيجية، وخصوصًا في مواجهات مثل هذه، حيث يُنظر إليها كـ"اختبار حقيقي" لجودة الفريق.
لماذا يُعتبر هذا الفوز مفاجئًا للخبراء؟
لأن نيوكاسل، رغم تراجعه في السنوات الأخيرة، يُعتبر فريقًا صعبًا في ملعبه، خاصة مع جمهوره المتفاني. الخبراء توقعوا تعادلًا، أو حتى خسارة برشلونة. لكن التكتيك، والانضباط الدفاعي، والهدوء في اللحظات الحاسمة، جعلت برشلونة يُثبت أنه لا يزال قادرًا على الفوز في أصعب الظروف — حتى لو لم يكن يملك ميسي.