إجازة اليوم الوطني السعودي الـ95 في 23 سبتمبر 2025.. يوم واحد فقط دون تبكير

إجازة اليوم الوطني السعودي الـ95 في 23 سبتمبر 2025.. يوم واحد فقط دون تبكير

يوم واحد. لا أكثر. لا أقل. هذا ما أعلنته وزارة التعليم بوضوح تام: إجازة اليوم الوطني السعودي الـ95 ستكون يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، الموافق 1 ربيع الآخر 1447 هـ، دون أي تبكير أو تمديد. لا توجد إجازات مبكرة، ولا أيام إضافية، ولا تفسيرات غامضة. فقط تاريخ واحد، مسجل في التقويم الرسمي، وموثق في المرسوم الملكي الذي يعود إلى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1932. هذا ليس مجرد عطلة — إنه رمز. رمز لوحدة لم تُبنى بالقوة فقط، بل بالانتماء، وبالذاكرة الجماعية التي تُحيى كل عام.

الإجازة شاملة.. ولا استثناءات

القرار لا يخص طلاب المدارس فقط. لا يخص الموظفين الحكوميين فقط. بل يشمل كل من يعمل في هذا الوطن. من روضة الأطفال إلى جامعة الطائف، من معلمي تحفيظ القرآن في جدة إلى المشرفين في مراكز التدريب المهني في الرياض، كلهم يأخذون يوماً واحداً مجاناً. وفي القطاع الخاص؟ نفس القاعدة. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أكدت أن كل منشأة خاصة — سواء كانت بنكاً في الدمام أو متجرًا في عرعر — ملزمة بمنح إجازة مدفوعة الأجر. لا يمكن تأجيلها، ولا يمكن استبدالها ببدل نقدي. هذا ليس رفاهية، بل حق قانوني وفق نظام العمل السعودي.

حتى الأسواق المالية ستُغلق. البنوك، شركات التأمين، البورصة — كلها تتوقف. لماذا؟ لأن اليوم الوطني ليس مجرد عطلة، بل هو يوم توقف وطني مُنظَّم. يوم يُذكر فيه الجميع بأنهم جزء من مشروع أكبر من أي وظيفة أو مدرسة أو شركة. ولا يُستثنى أحد. حتى العاملون في القطاع غير الربحي — الجمعيات الخيرية، المراكز الثقافية، المؤسسات التنموية — كلهم يُعطون هذا اليوم كإجازة رسمية.

المرسوم الملكي رقم 2716.. جذور الحدث

السبب الحقيقي وراء هذا اليوم ليس عشوائياً. إنه يعود إلى المرسوم الملكي رقم 2716، الصادر في 17 جمادى الأولى 1351 هـ — أي 23 سبتمبر 1932 م. في ذلك اليوم، وقع الملك عبد العزيز آل سعود على وثيقة أعادت تشكيل الأرض التي كانت تُعرف بـ"نجد" و"الحجاز" و"عسير" و"القصيم"... وأطلق عليها اسمًا واحدًا: المملكة العربية السعودية. لم يكن مجرد تغيير اسم. كان توحيداً للهوية، والقانون، والعملة، والجيش، والتعليم. وفي 2025، نحتفل بالذكرى التسعينية لهذا التحول الجذري. لا توجد دولة في العالم تُعيد تأسيس نفسها بهذا الوضوح، بهذا الالتزام بالذاكرة.

الهوية البصرية لهذا العام — شعار "عزنا بطبعنا" — لم تُصمم عشوائياً. أطلقتها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بعد مشاورات وطنية، لتُذكّر بأن العزة ليست في الاحتفالات الكبيرة فقط، بل في العادات اليومية، في صبر الأمهات، في تفاني المعلمين، في دقة العاملين في المطارات. هذا الشعار ليس دعاية. إنه دعوة للتأمل.

لماذا لا تُطَوَّل الإجازة؟

لماذا لا تُطَوَّل الإجازة؟

في بعض السنوات، شهدت المملكة إجازات مدتها ثلاثة أيام. لكن عام 2025 مختلف. لماذا؟ لأن اليوم الوطني هذا العام يقع يوم الثلاثاء. لا يتوافق مع نهاية الأسبوع. فلا حاجة لتعويض. ولا حاجة لتمديد. هذا يُظهر شيئاً مهماً: الحكومة لا تُقرّر الإجازات بناءً على رغبات السوق أو ضغوط السياحة، بل وفقاً لجدول زمني ثابت، يحترم التقويم الهجري والميلادي على حد سواء. التقويم الدراسي لـmoe.gov.sa يُظهر التاريخ بدقة: 01/04/1447 هـ. لا تغيير. لا لبس. لا تلميحات.

بعض الناس تساءلوا: لماذا لا نجعلها إجازة طويلة؟ الجواب بسيط: لأن هذا اليوم ليس عطلة عادية. هو ذكرى تأسيس. والذكريات لا تُطيل، بل تُقدّر. لو أُطيلت، لتحولت إلى مجرد راحة. لكنها اليوم، تبقى رمزاً.

ما الذي سيحدث في 24 سبتمبر؟

العمل يعود. في تمام الساعة الثامنة صباحاً، تُفتح المدارس. تُستأنف الدوائر الحكومية. تُعاد تشغيل البنوك. تُستأنف خطوط الطيران. لكن شيئًا ما سيختلف. لن يكون هناك استياء. لن يكون هناك تذمر. لأن الجميع يعرف: هذا اليوم لم يُعطَ كمكافأة، بل كتكريم. تكريم لمن بنوا هذا الوطن، ولمن يحافظون عليه كل يوم.

الاحتفالات.. وطنية بامتياز

الاحتفالات.. وطنية بامتياز

في كل منطقة من مناطق المملكة، تُنظم فعاليات لا تُشبه أي احتفال آخر. في الرياض، معرض للتراث يُعيد إحياء أدوات الصيد القديمة. في جدة، عروض مسرحية تروي قصة توحيد الحجاز. في نجران، مسابقة لقصائد الفخر تُلقيها أجيال من الشباب. في الوجه، تُوزّع أعلام المملكة على الأطفال برفقة أجدادهم. كل هذا لا يُمول من الميزانية فقط — بل يُشارك فيه المواطنون بجهودهم، بأفكارهم، بوقتهم. وهذا هو جوهر اليوم الوطني: لا يُحتفل به من قبل الدولة فقط، بل بواسطة الشعب.

أسئلة شائعة

هل تُحتسب إجازة اليوم الوطني كيوم عمل مدفوع الأجر في القطاع الخاص؟

نعم، وفقًا لنظام العمل السعودي الصادر من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فإن اليوم الوطني يُحتسب كإجازة رسمية مدفوعة الأجر لجميع العاملين في القطاع الخاص، دون استثناء. لا يجوز للمنشآت استبداله ببدل نقدي أو تعويضه بساعات إضافية، وهو حق قانوني مُلزم.

لماذا لا تُمنح إجازة مبكرة رغم أن بعض الموظفين يطلبون ذلك؟

وزارة التعليم أعلنت رسمياً: "ما في أي تبكير". السبب هو الحفاظ على توازن التقويم الدراسي والوظيفي. التبكير يُسبب اختلالاً في الجداول التعليمية، ويُربك سير العمل في القطاعات الحيوية مثل الصحة والنقل. الإجازة مُحددة بموعد تاريخي دقيق، لا يُمكن تغييره حتى لو كان ذلك لراحة الموظفين.

ما الفرق بين اليوم الوطني وأيام العطل الأخرى مثل عيد الفطر؟

عيد الفطر عطلة دينية تُحدد بحسب الهلال، وقد تطول أو تقصر. أما اليوم الوطني فهو حدث تاريخي ثابت، يُحتفل به في 23 سبتمبر من كل عام، ويُرتبط بتأسيس الدولة. لا يُحتفل به كعبادة، بل كهوية. وهو الوحيد الذي يُغلق فيه القطاع كاملاً — حتى المدارس الخاصة — لأنه يمثل وحدة الوطن، لا فقط راحة.

هل يُمكن للموظفين العمل في اليوم الوطني إذا أرادوا؟

لا يُسمح بالعمل في اليوم الوطني إلا في حالات الطوارئ أو الخدمات الأساسية مثل المستشفيات، والدفاع المدني، ومحطات الكهرباء. حتى في هذه الحالات، يُمنح العاملون تعويضاً مزدوجاً أو إجازة بديلة في وقت لاحق. العمل العادي في هذا اليوم يُعد مخالفة قانونية.

ما الذي يميز شعار "عزنا بطبعنا" هذا العام؟

الشعار يُركز على الهوية الأصيلة، وليس على الاحتفالات المبهرة. هو دعوة للاعتزاز بما نحن عليه: صبرنا، كرامتنا، تواضعنا، عاداتنا. لم يُصمم من قبل مصممين خارجيين، بل نتج عن استطلاعات شعبية أجرتها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع. هذا يجعله أعمق من أي شعار سابق.

هل تُستخدم نفس الإجازة في جميع مناطق المملكة؟

نعم. الإجازة موحدة على مستوى المملكة، من تبوك إلى جيزان، ومن القصيم إلى أبها. لا توجد اختلافات إقليمية، لأن اليوم الوطني ليس حدثاً محلياً، بل وطنياً بامتياز. حتى المناطق النائية التي لا تُقام فيها حفلات كبيرة، تُغلق فيها المدارس والدوائر الرسمية بنفس التاريخ.