رادار TPQ-50: ما هو ولماذا يُستخدم في الدفاع الجوي الحديث؟

الرادار TPQ-50, نظام رادار متنقل للدفاع الجوي يُستخدم للكشف عن القذائف والصواريخ وتحديد موقع إطلاقها بدقة عالية. يُعرف أيضًا باسم AN/TPQ-50، وهو أحد أهم الأنظمة التي تعتمد عليها الجيوش الحديثة لحماية القوات والمدن من الهجمات الصاروخية. ما يميزه أنه لا يحتاج إلى ثبات طويل للعمل — يمكن نقله بسهولة على شاحنة، وتفعيله في دقائق، ويعمل حتى في أسوأ الظروف الجوية.

هذا الرادار لا يُستخدم فقط لرصد الصواريخ، بل لحساب موقع إطلاقها في ثوانٍ، وتحويل هذه المعلومة إلى هجوم مضاد. هذا يعني أنه لا ينتظر أن يُضرب، بل يُوقف الهجوم قبل أن يبدأ. النظام يعتمد على تقنيات رادار متقدمة تُعرف بـ الرادار المتنقل, نظام رادار يمكن نقله بسرعة وتشغيله في مواقع ميدانية متغيرة، وهو ما يجعله مثاليًا للوحدات الميدانية التي تتحرك باستمرار. يُستخدم في أكثر من 30 دولة، من الولايات المتحدة إلى دول الخليج، وغالبًا ما يُدمج مع أنظمة مثل الدفاع الجوي الحديث, شبكة متكاملة من الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للقذائف لبناء طبقة دفاعية متعددة المستويات.

الفرق بينه وبين الرادارات التقليدية؟ إنه لا يرى فقط ما يُطلق، بل يحسب من أين أُطلق، وبأي زاوية، وبأي نوع من الصواريخ. هذه المعلومة تُرسل فورًا إلى وحدات المدفعية أو الصواريخ المضادة، فتُردّ على المصدر قبل أن يُطلق الصاروخ التالي. هذا ليس تحسينًا بسيطًا — هذا تغيير جذري في طريقة حرب الدفاع الجوي.

في الميدان، لا يُنظر إليه كجهاز إضافي، بل كعقل ميداني يُنقذ الأرواح. فريق واحد مع رادار TPQ-50 يمكنه حماية قاعدة عسكرية بأكملها، أو مطار، أو حتى مجمع سكني. في حروب مثل أوكرانيا أو الشرق الأوسط، أصبح هذا النظام حاضرًا في كل معركة حاسمة، لأنه يحول ردود الفعل من دقيقة إلى ثانية.

في هذه المجموعة من المقالات، ستجد تقارير عن كيفية استخدام هذا الرادار في عمليات حقيقية، كيف تطورت نسخه عبر السنين، وأين يُستخدم الآن في المنطقة، بالإضافة إلى تحليلات عن كيف يغير هذا الجهاز قواعد اللعبة في الدفاع الجوي. لا توجد معلومات نظرية هنا — فقط ما يحدث على الأرض، ومتى، ولماذا.