سباليتي يعترف: يوفنتوس كان مُحرجاً أمام بافوس.. ونحن لا نقدم سوى الحد الأدنى

سباليتي يعترف: يوفنتوس كان مُحرجاً أمام بافوس.. ونحن لا نقدم سوى الحد الأدنى

في ليلة لم تكن كما يُفترض أن تكون، فاز يوفنتوس 2-0 على بافوس في ملعب أليانز في تورينو، لكن الاحتفال كان خافتاً. بعد المباراة، في 11 ديسمبر 2025، لم يتحدث المدرب لوتشيانو سباليتي عن الثلاث نقاط التي رفعت الفريق إلى المركز الثاني في المجموعة السادسة من دوري أبطال أوروباتورينو. بل تحدث عن الخزي. "كان من الضروري الفوز، ومع هذا الانتصار تحسنت العديد من الأمور"، قال سباليتي، ثم أضاف بلهجة مُحبطَة: "لكننا غير راضين. اللاعبون غير راضين. في بعض الأحيان لا نقدم سوى الحد الأدنى". وصمت الجمهور بين الشوطين، لم يهتفوا للنصر، بل هتفوا للإحباط.

الشوط الأول.. مشهد محرج لا يُنسى

لم تكن النتيجة 2-0 تعكس ما جرى على أرض الملعب. في الشوط الأول، كان يوفنتوس عرضةً لضغوط هجومية من فريق قبرصي لم يُسجل أكثر من 4 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم — إلا أمام بايرن ميونخ. سباليتي وصف الموقف بأنه "محرج بالفعل"، مضيفاً: "منحناهم فرصاً كثيرة، كما حدث مع بايرن. الخصم يعاني من خطوطنا، لكننا نعاني من استغلالهم للمساحات الرخوة". في الدقيقة 27، تجاوز لاعب بافوس ظهير يوفنتوس الأيسر بسهولة، وسدد كرة من زاوية ضيقة، فأنقذ الحارس بحركة جسدية كأنه يُنقذ حياة. الجماهير لم تصفق. صمت. ثم همسات استهجان. حتى من يُعرفون بولائهم الأعمى، لم يصدحوا.

التحدي التكتيكي: كامبياسو كظهير؟

السبب الجوهري وراء هذا الضعف؟ غياب الظهير الأيسر الطبيعي. كاسيميرو كامبياسو، لاعب وسط هجومي بطبعه، يُجبر على اللعب كظهير — ليس بسبب إصابات، بل لأن النظام لا يملك بديلاً جاهزاً. "هذا الموقف غير صحي"، قال سباليتي بصراحة نادرة. "كامبياسو يُحب التقدم، يُحب التمريرات الطويلة، لكنه الآن يُضطر للبقاء في الخلف، يُضطر للدفاع ضد مهاجمين أسرع وأكثر تهديداً". في المقابل، بافوس، الفريق الذي يُعتبر أضعف فريق في المجموعة، استغل هذا الضعف بذكاء. انتقلوا بسرعة إلى الجناح الأيسر، وسددوا من زوايا مغلقة، وكأنهم يعرفون كل ثغرة في خطة يوفنتوس. سباليتي لم يُخفي أن هذه مشكلة هيكلية: "لدينا ظهيران مؤقتان، ومدافع مركزي يجيد اللعب بالقدم اليمنى فقط. هذا لا يبني دفاعاً قوياً".

الخطة المستقبلية: 4-2-3-1 أم فوضى مؤقتة؟

ربما كان أبرز ما قاله سباليتي هو رؤيته للمستقبل. "أتمنى الوصول إلى خطة محددة"، أضاف. "أرغب في تطوير خطة 4-2-3-1 في المستقبل". هذه ليست مجرد رغبة. إنها اعتراف صريح بأن النظام الحالي — 3-5-2 أو 4-3-3 غير المستقر — لم ينجح. في موسمه الأول مع يوفنتوس، بعد توليه المهمة في 31 أكتوبر 2025، لم يُظهر الفريق أي استقرار. تغييرات في التشكيلة، تبديلات تكتيكية، وغياب الوضوح. حتى في الدوري الإيطالي، حيث يحتل الفريق المركز الرابع بعد 15 جولة، لم يُظهر أي تفوق مميز. سباليتي، الذي قاد نابولي للفوز بلقب الدوري في 2022-2023، يُدرك أن السمعة لا تُبنى على انتصارات ضعيفة. "الناس تتذكر الألقاب، لا الانتصارات التي تُنجَز بحُسن حظ"، قال أحد المقربين منه في تصريح غير مُسجّل.

العقد والضغط: هل يُمكنه البقاء؟

الضغط ليس فقط من الجماهير. بل من الإدارة. وقّع سباليتي عقداً مع يوفنتوس في 31 أكتوبر 2025، يمتد حتى 30 يونيو 2026، مع خيار تجديد لموسم إضافي — لكنه مشروط. كما صرّح داميان كومولي، الرئيس التنفيذي للنادي: "التجديد يعتمد على الأداء وتحقيق الأهداف المطلوبة". ماذا تعني هذه الكلمات؟ أن الفوز على بافوس لا يكفي. أن التأهل لدور الـ16 لا يكفي. أن النادي يتوقع تقدماً ملموساً في الدوري الإيطالي، وعودة لروح "السيدة العجوز" التي تُخيف الأندية الأوروبية. في 20 ديسمبر 2025، تستأنف مباريات الدوري الإيطالي الممتاز. هناك، سيُقاس سباليتي حقاً. لأن في أوروبا، يُمكنك الفوز بـ2-0 رغم التراجع. لكن في تورينو، لا يُغفر التراجع.

ما الذي ينتظر يوفنتوس؟

التحدي القادم ليس ضد بافوس. بل ضد بايرن ميونخ في الجولة الأخيرة. فريق يمتلك أقوى هجوم في البطولة، ويفتقر إلى الاستقرار الدفاعي. إذا استمر يوفنتوس في اللعب كأنه يُحاول تجنب الهزيمة، فسيُهزم. لكن إذا أعاد سباليتي تشكيل خط دفاعه، ووضع كامبياسو في مركزه الطبيعي، وبدأ ببناء هجوم متماسك، فقد يُصبح الفريق خطراً حقيقياً في دور الـ16. حتى الآن، لا يُنظر إليه كمنافس. بل كمن يُحاول البقاء. وهذا أسوأ من الخسارة.

أسئلة شائعة

لماذا يُجبر كامبياسو على اللعب كظهير أيسر؟

بسبب غياب ظهير أيسر طبيعي في التشكيلة، فالمدرب لوتشيانو سباليتي يضطر لاستخدام كامبياسو في هذا المنصب رغم أنه لاعب وسط هجومي بطبيعته. هذا يُضعف الدفاع ويُضعف الهجوم معاً، لأن كامبياسو لا يستطيع التقدم بفعالية، ويُستغل من قبل المهاجمين السريعين، كما حدث مع بافوس.

هل فوز يوفنتوس على بافوس كافٍ لضمان التأهل لدور الـ16؟

لا، ليس كافياً. يوفنتوس يحتل المركز الثاني بـ10 نقاط، لكن بايرن ميونخ يمتلك 12 نقطة ويلعب في الجولة الأخيرة. إذا خسر يوفنتوس أمام بايرن، وفاز بايرن على بافوس، فسيُهزم يوفنتوس في المركز. التأهل يعتمد على نتيجة مباراة 18 ديسمبر، وليس على الفوز الحالي.

ما تأثير هذه الأداءات على سمعة سباليتي؟

السمعة تتآكل. سباليتي قاد نابولي للقب، لكنه الآن يُنظر إليه كمدرب لا يُعيد بناء الفريق، بل يُحاول تجنب الكارثة. التصريحات الصادمة بعد مباراة بافوس أثارت تساؤلات حول قدرته على إدارة فريق كبير. الإدارة تراقب، والجمهور ينتظر. أي هزيمة في الدوري الإيطالي قد تُطيح به قبل نهاية الموسم.

لماذا لم يُستبدل كامبياسو في الشوط الثاني؟

لأن سباليتي لا يملك بديلاً موثوقاً. الظهير الأيسر البديل، جيوفاني دي لورينزو، يعاني من إصابة طويلة، والبدلاء الشباب غير جاهزين للضغط الأوروبي. التغيير كان مخاطرة، والخيار الوحيد كان الاعتماد على كامبياسو، رغم أنه يُضعف التوازن التكتيكي. هذا يعكس أزمة في القاعدة، وليس فقط في التدريب.

هل يُمكن لـيوفنتوس أن يُحرز لقباً هذا الموسم؟

صعوبة كبيرة. الفريق لا يمتلك الاستقرار الدفاعي، ولا التفوق الهجومي، ولا حتى الهدوء النفسي. حتى في الدوري الإيطالي، يُواجه منافسة شديدة من إنتر وميلان. التأهل لدور الـ16 قد يكون إنجازاً كافياً. أي شيء آخر يتطلب تغييراً جذرياً في التشكيلة، وليس فقط في التكتيك.

ما الذي يُمكن لـيوفنتوس فعله قبل مواجهة بايرن؟

يجب على سباليتي تغيير التشكيلة الأساسية، وإعادة كامبياسو إلى خط الوسط، واستخدام لاعب دفاع مركزي يُجيد اللعب بالقدم اليمنى كظهير أيسر مؤقت. كما يحتاج إلى تدريبات مكثفة على الدفاع الجماعي، وتجنب التسليم للخصم في الجناح. التغيير يجب أن يكون قبل 18 ديسمبر، وإلا فإن الخسارة ستكون مُحتمة.