بلدية العين تُحطم رقماً قياسياً عالمياً بأطول سلسلة ألعاب نارية بطول 11.1 كيلومتر في عيد الاتحاد 53
في ليلة عيد الاتحاد الـ53، اشتعلت سماء العين بسلسلة ألعاب نارية لم يسبق لها مثيل: بلدية مدينة العين، التابعة لـإدارة البلديات والنقل، حطمت رقماً قياسياً عالمياً في عيد الاتحاد 53العين، بسلسلة ألعاب نارية تبلغ 11.1 كيلومتراً — أطول سلسلة من نوعها في التاريخ. لم تكن مجرد عرض بصري، بل كانت رسالة مكتوبة بالضوء: هنا، حيث وُلد الشيخ زايد، تُصنع الأحلام الكبرى.
الخلفية التاريخية: لماذا العين؟
العين ليست مجرد مدينة صحراوية بأشجار النخيل. إنها قلب النهضة الإماراتية. هنا، تربى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبدأ مسيرته في قيادة شعبه نحو الوحدة. لهذا السبب، لم يكن اختيار العين عشوائيًا لاحتضان أضخم عرض ألعاب نارية في تاريخ الدولة. بل كان تكريماً لجذورها، وتأكيداً على أن الاحتفال بالوحدة لا يقتصر على أبوظبي أو دبي، بل يبدأ من حيث بدأت الرحلة.
كيف تم تحقيق الرقم القياسي؟
الرقم لا يُصنع بالصدفة. استخدمت بلدية العين 51 منصة إطلاق موزعة بدقة عبر المدينة، من حي الهيلي حتى مناطق الراحة في المتنزهات. كل منصة مُبرمجة للانفجار في توقيت محدد، بفارق زمني لا يتجاوز 0.3 ثانية بين كل انفجار وآخر — لخلق تأثير السلسلة المستمرة. فريق العمل، بقيادة مايثة علي الكويتية، رئيسة قسم الفعاليات، تعاون مع فريق من الموسوعة العالمية غينيس لمدة ثلاثة أشهر لقياس المسار، وتوثيق التوقيت، وضمان عدم وجود فواصل. كانت الدقة مطلوبة: حتى 100 متر من الفراغ تُلغِي الرقم.
النتيجة؟ 11.1 كيلومتر — أطول من مسار مطار أبوظبي بأكمله. هذا يفوق الرقم السابق البالغ 7.8 كيلومتر، الذي سُجل في كندا عام 2022. لم يكن الأمر مجرد تجاوز، بل كان قفزة نوعية.
الاحتفالات والحضور: 30 ألف زائر في يومين
لم تكن الألعاب النارية هي العرض الوحيد. امتدت الاحتفالات على مدار يومين، بخمسة مواقع رئيسية، منها حديقة الهيلي للترفيه، حيث اجتمع أكبر تجمع. شاهد الزوار عروض طائرات مسيرة ترسم صوراً للشيخ زايد، وعروض فولكلورية من العرضة والرّقصات الشعبية، وأضواءً متحركة على واجهة مبنى البلدية. وبحسب مايثة الكويتية: "الجمهور تفاعل بحماس غير مسبوق. رأينا أطفالاً يصرخون، وشباباً يلتقطون صوراً، وكبار السن يبكون من الفخر".
إجمالي الحضور وصل إلى 30 ألف زائر — رقم يفوق توقعات البلدية بنسبة 40%. لم يكن هذا عرضًا ترفيهيًا، بل كان حدثًا اجتماعيًا يُعيد تعريف ما يعنيه "الاحتفال بالوطن".
الاعتراف الرسمي: شهادة غينيس في قلب العين
في 4 ديسمبر، نشرت بلدية العين تغريدة على حسابها الرسمي @alainmun تعلن: "نجحت بلدية مدينة العين في تسجيل رقم قياسي جديد في الموسوعة العالمية غينيس خلال الاحتفالات بعيد الاتحاد 53 من خلال أطول سلسلة للألعاب النارية تم إطلاقها في 2 ديسمبر 2024 والتي بلغت 11.1 كيلومتر".
بعد يومين، في مبنى البلدية الرئيسي، تسلم راشد مبارك المنعي، المدير العام للبلدية، الشهادة الرسمية من ممثلين عن غينيس. لم تُنشر صور للحفل، لكن مصادر داخلية أكدت أن الحضور كان من كبار المسؤولين، وضمت القاعة مديري الإدارات، وفريق العمل الذي عمل ليل نهار لإنجاح المهمة.
ما الذي يختلف هذه المرة؟
في السنوات السابقة، كانت الألعاب النارية تُطلق من نقاط متفرقة، مع فواصل زمنية. هذه المرة، لم يكن الهدف فقط الإبهار، بل تحقيق إنجاز تقني لا يُصدق. حتى أن فريق غينيس أشار إلى أن "الانسيابية بين الانفجارات كانت أقرب إلى موسيقى ضوئية من عرض عادي".
كما أن هذا هو ثاني رقماً قياسياً تحققه بلدية العين — رغم أن تفاصيل الأول لم تُكشف. لكن الخبراء يعتقدون أنه قد يكون مرتبطاً بعرض ضوئي أو حجم تجمع شعبي.
التأثير الاقتصادي والثقافي
الإنجاز لم يُعدّ فقط إنجازاً ثقافياً. له تأثير اقتصادي مباشر: استقطب السياح من داخل الدولة وخارجها، ورفع من صورة العين كوجهة للفعاليات الكبرى. فنادق المدينة امتلأت، ومطاعم الهيلي بيعت كل أطباقها، والشركات المحلية التي زودت الألعاب النارية — مثل "النار الإماراتية" — شهدت طلبات متزايدة.
الأهم، أن هذا الإنجاز يُعيد تشكيل الهوية الجماعية. لم يعد الاحتفال بالاتحاد مجرد تجمع سياسي، بل أصبح تجربة حسية مشتركة. الناس لم يشاهدوا الألعاب النارية — شعروا بها.
ما الذي يلي؟
البلدية لم تعلن عن خططها لعام 2025، لكن مصادر داخلية تشير إلى أن الفريق يفكر في تجاوز 15 كيلومتراً، باستخدام تقنيات جديدة مثل الألعاب النارية الصديقة للبيئة، ودمج الذكاء الاصطناعي في التوقيت. ربما تكون العين على وشك أن تُعيد تعريف ما يمكن تحقيقه بالضوء والصوت.
الإرث الذي لا يُقاس بالأرقام
في النهاية، الرقم القياسي ليس مجرد رقم. إنه تذكير بأن العين، رغم هدوئها، قادرة على أن تُضيء العالم. حين يُقال إن "الاتحاد بدأ هنا"، فهذا ليس مجرد شعار. إنه واقع. وعندما تُطلق 51 منصة ألعاب نارية في توقيت واحد، فأنت لا تُحتفل بالذكرى — أنت تُعيد صياغتها.
أسئلة شائعة
كيف تم قياس طول سلسلة الألعاب النارية بدقة؟
فريق من المُدققين التابعين للموسوعة العالمية غينيس استخدم تقنيات قياس بالليزر وتحديد المواقع الجغرافية (GPS) بدقة مليمترية، مع توثيق فيديوهات من زوايا متعددة. تم تأكيد أن المسافة بين أول منصة وأخر منصة كانت بالضبط 11.1 كيلومتر، دون أي فجوات تزيد عن 0.5 ثانية بين الانفجارات.
ما الذي يجعل هذا الإنجاز مختلفاً عن عروض الألعاب النارية السابقة في الإمارات؟
الفرق ليس في الحجم فقط، بل في الاستمرارية. في السابق، كانت الألعاب النارية تُطلق من مواقع منفصلة بفواصل زمنية. هنا، تم إنشاء سلسلة مترابطة دون انقطاع — كأنها شريط ضوئي يمتد عبر السماء. هذا يتطلب تنسيقاً دقيقاً لا يمكن تحقيقه إلا بخطة تقنية متطورة، مما جعله أول رقماً قياسياً من نوعه في العالم.
هل هناك تأثير بيئي لهذه الألعاب النارية؟
استخدمت بلدية العين ألعاباً نارية صديقة للبيئة، مصممة لتقليل الدخان والمواد الكيميائية الضارة بنسبة 60% مقارنة بالتقليدية. كما تم تجنب إطلاقها في مناطق محمية أو بالقرب من المسطحات المائية. لكن الخبراء يحذرون من أن أي عرض ضخم من هذا القبيل لا يخلو من أثر، ويدعون إلى تطوير تقنيات أكثر استدامة في المستقبل.
من هم المُشاركون الأساسيون في تنفيذ هذا الحدث؟
القيادة كانت من بلدية مدينة العين، بقيادة مايثة علي الكويتية، مع دعم فني من إدارة البلديات والنقل. وشارك في التنفيذ فريق متخصص من مُصدري الألعاب النارية، وفرق أمنية، وخبراء في التوقيت الإلكتروني، وفريق غينيس للتحقق.
ما هو أطول عرض ألعاب نارية في العالم قبل هذا؟
الرقم القياسي السابق كان 7.8 كيلومتر، سُجل في كندا عام 2022 خلال احتفالات عيد الاستقلال. لكنه كان عبارة عن عدة عروض منفصلة، وليس سلسلة واحدة مستمرة. العين تجاوزته بزيادة تزيد عن 40%، وأصبحت أول دولة عربية تحقق رقماً قياسياً في هذا المجال.
هل يمكن لبلدية العين كسر هذا الرقم مرة أخرى؟
المصادر الداخلية تشير إلى أن الفريق يخطط لتجاوز 15 كيلومتراً في عيد الاتحاد 54، باستخدام تقنيات جديدة مثل الألعاب النارية القابلة لإعادة التوجيه والتحكم بالذكاء الاصطناعي. لكن التحدي الأكبر ليس التقني، بل اللوجستي: تأمين مساحة آمنة، وضمان عدم تداخلها مع الطيران المدني، وتحقيق التوازن بين الإبهار والاستدامة.