دور الكاتبة: كيف تُغيّر الصوت النسائي القصص والمجتمع
عندما تكتب امرأة، لا تكتب فقط قصة — تكتب دور الكاتبة, الشخص الذي يُعيد تشكيل الواقع من خلال الكلمات، ويُعطي صوتًا لمن لم يُسمَع لهم قط. هذه ليست مهنة، بل هي فعل مقاومة. في دبي، حيث تُبنى المباني العالية بسرعة، تُبنى القصص ببطء، لكنها تبقى. الكاتبة هنا لا تكتب للترفيه، بل لتوثيق: توثيق ما تعيشه الفتيات في المدارس، ما تخفيه العائلات، ما يُهمَش في الاجتماعات الرسمية.
الأدب النسائي, الكتابة التي تُركز على تجارب النساء كمحور أساسي، وليس كدعم. هو ليس فئة فرعية من الأدب، بل هو أداة لفهم العالم كما يعيشه نصفه. في المقالات التي جمعناها هنا، تجد كاتبات من الإمارات يُصوّرن كيف يُغيّرن قوانين المرور، كيف يُنافسن في سوق العمل، كيف يُقاومن التقاليد بقلم لا يُهدأ. لا توجد هنا كاتبات يُقلدن الرجال — بل نساء يُعيدن تعريف ما يعنيه أن تكون إنسانًا في هذا الزمن.
الصوت النسائي, القدرة على التعبير دون خوف أو ترجمة لذكورة المجتمع. هو ما يُغيّر القوانين، لا القنوات التلفزيونية. عندما تكتب امرأة عن ضباب في دبي، لا تتحدث فقط عن الرؤية المنخفضة — تتحدث عن كيف تُخفي المخاوف تحت طبقات من الصمت. عندما تكتب عن مهرجان الشيخ زايد، لا تصف العروض — تصف كيف تُرى الفتاة الصغيرة في زاوية المهرجان، وهي تحلم بكتابة قصة تُحطم الأرقام القياسية.
ما تقرأه هنا ليس مجرد مقالات. هذه شهادات من نساء يُحرّكن الكلمات كسلاح، كمرآة، كجسر. لا توجد هنا كاتبات مشهورات فقط — بل نساء عاديات كتبن لأنهن لم يجدن من يكتب عنهن. في كل مقال، تجد صوتًا لم يُسمع من قبل، أو لم يُسمَع بما يكفي. بعضها يتحدث عن كرة قدم، وبعضها عن هواتف قابلة للطي، لكن في كل مرة، تُعيد الكاتبة تشكيل السياق. لا تكتب عن الرياضة — تكتب عن الفتاة التي تشاهد المباراة وتحلم بأن تُدار الفريق. لا تكتب عن التكنولوجيا — تكتب عن الأم التي تُعلّم ابنتها كيف تُستخدم الشاشة لبناء مستقبل، لا للهروب منه.
هذا المجلد ليس عن الأسماء. هذا عن التأثير. عن كيف أن كلمة واحدة تُغيّر مسار حياة. عن كيف أن كاتبة واحدة في دبي، بقلمها، تُعيد تشكيل ما يُعتبر "طبيعيًا" في مجتمع يُحب التغيير، لكنه يخاف من صوت المرأة فيه. ما تجده أدناه هو مزيج من وقائع، وشهادات، وتوثيقات — كلها تُثبت أن الكاتبة ليست مجرد كاتبة. هي مُغيّرة.