المحكمة الجنائية الدولية: ما هي وما دورها في محاكمة الجرائم الدولية
الالمحكمة الجنائية الدولية هي المحكمة الدائمة الوحيدة في العالم التي تُحاكم أفراداً على أخطر الجرائم التي تهدد الإنسانية كلها. المحكمة الجنائية الدولية, هي هيئة قضائية دولية مستقلة أُنشئت عام 2002 بموجب نظام روما الأساسي، وتُحاكم الأفراد وليس الدول على جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. تُعرف أيضاً باسم ICC، وهي لا تتدخل إلا عندما تفشل الدول في محاكمة مرتكبي الجرائم. لا تملك قوة تنفيذية، ولا تُرسل شرطة، لكنها تعتمد على تعاون الدول الأعضاء لاعتقال المشتبه بهم وتنفيذ الأحكام.
الجرائم التي تنظر فيها المحكمة ليست مجرد انتهاكات عادية. جرائم حرب, هي انتهاكات صريحة للقانون الإنساني الدولي أثناء النزاعات المسلحة، مثل استهداف المدنيين أو استخدام الأسلحة المحظورة. إبادة جماعية, هي محاولة ممنهجة لتدمير مجموعة قومية أو دينية أو إثنية بالكامل، مثل ما حدث في رواندا أو البوسنة. وجرائم ضد الإنسانية, هي هجمات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين، مثل التعذيب المنهجي أو الاعتقالات الجماعية بسبب الانتماء السياسي. هذه الجرائم لا تُنسى ولا تُسامح، حتى لو مرّت عقود.
المحكمة لا تُحاكم كل من يرتكب جريمة. تبدأ فقط عندما تكون الدولة التي يقع فيها الجرم غير قادرة أو غير راغبة في التحقيق. هذا يعني أن قادة دول كبرى قد يفلتون من العقاب إذا كانت دولهم لا تعترف بالمحكمة، مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين. لكنها لا تزال تُحاكم قادة من دول أصغر، مثل زعماء في إفريقيا، مما يثير اتهامات بالانحياز. رغم كل هذا، تبقى المحكمة أداة أخيرة للضحايا الذين لا يملكون سواها.
في السنوات الأخيرة، شهدت المحكمة تحقيقات في سوريا وفلسطين وأوكرانيا، وطلبت توقيف قادة عسكريين وسياسين. بعض هذه التحقيقات استمرت سنوات، والبعض الآخر لم يُحرز تقدماً بسبب عدم التعاون. لكن وجودها ككيان قانوني يُرسل رسالة: حتى لو تأخر العقاب، فلن يُمحى الفعل.
ما تجده هنا من مقالات هو تغطية مباشرة لأحدث التطورات حول المحكمة: من قراراتها الجديدة، إلى التحقيقات المفتوحة، إلى ردود فعل الدول، وحتى الانتقادات التي تواجهها. كل مقال يربطك بحدث حقيقي، بوقت حقيقي، وبإنسان حقيقي وراءه.