إسبانيا تهزم جورجيا 4-0 وتصعد بقوة في تصفيات كأس العالم 2026

في ليلة لم تُترك فيها أدنى فرصة للصدفة، فاز المنتخب الإسباني على جورجيا بنتيجة 4-0 في ملعب بوريس بايشادزي دينامو أرينا في تبليسي، السبت 15 نوفمبر 2025، في جولة خامسة من تصفيات أوروبا المؤهلة لـ كأس العالم 2026الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. المباراة، التي بُثت عبر beIN SPORTS HD 1 في تمام الساعة 8:00 مساءً بتوقيت الرياض، لم تكن مجرد فوز — بل كانت رسالة قوية من إسبانيا بأنها لا تلعب فقط للفوز، بل لتُبقي شباكها نظيفة وتُهيمن على المجموعة بأكملها.

إسبانيا تُعيد تعريف الهيمنة الأوروبية

أربعة أهداف، أربعة لاعبين، وشباك مغلقة تمامًا. ميكيل أويارزابال فتح التسجيل في الدقيقة 11، ثم أضاف الثاني في 22، وكأنه يقول: "هذا ليس مجرد تدريب، هذا تأكيد". بعدها، مارتن زوبيميندي ضرب بقوة في الدقيقة 30، وكأنه يُذكّر الجميع بأن الوسط الإسباني لم يُفقد روحه. وفي الدقيقة 63، أضاف فيران توريس الهدف الرابع، ليُنهي أي أمل لجورجيا في العودة.

هذه ليست المرة الأولى. منذ 2021، خسرت جورجيا أمام إسبانيا في كل مواجهة — أربعة أهداف نظيفة في 2021، ثم 4-1 في يورو 2024، و3-1 في تصفيات يورو 2024، و1-7 في 2023. هذه المرة، كانت الإسبانية أكثر دقة، وأكثر قسوة. لا توجد مفاجآت هنا. فقط تكرار لنموذج يُعيد تعريف ما يعنيه "السيطرة" في كرة القدم الحديثة.

جورجيا: أملٌ يتشبث بخيط رفيع

أما جورجيا، فما زالت تحاول أن تُثبت أنها ليست مجرد مُستهلك للنتائج. رغم هزيمتها الخامسة على التوالي، إلا أن مهاجمها خفيتشا كفاراتسخيليا ما زال يُظهر إمكانات نادرة — هدفان في مباراتين، وسرعة تُذكر بأساطير الكرة الأوروبية. لكنه وحده لا يكفي. الفريق يفتقر إلى العمق، والتنظيم، والثقة. التشكيلة التي خرجت بها جورجيا كانت مُحاولة جادة، لكنها لم تُواكب مستوى المنافس.

الإحصائيات قاسية: 6 أهداف سجلت، و13 استقبلت. فقط 3 نقاط من 5 مباريات. ورغم أن المجموعة لا تزال مفتوحة نظريًا، إلا أن الواقع يقول إن جورجيا تصارع من أجل البقاء في المنافسة على المركز الثاني الذي يفتح باب التأهل عبر المباريات الفاصلة.

الترتيب: إسبانيا بلا منازع، وتركيا تقترب

بعد هذه المباراة، يتصدر المنتخب الإسباني المجموعة الخامسة بـ 15 نقطة من خمس انتصارات، دون أي هزيمة أو تعادل — أول فريق في التصفيات الأوروبية لهذا الدور يحقق هذا الإنجاز. 19 هدفًا سجل، ولا هدف استقبل. هذا ليس أداءً جيدًا — هذا تفوق تام.

تركيا، التي فازت على بلغاريا 3-1 في نفس اليوم، تأتي في المركز الثاني بـ 10 نقاط، وتُعد الآن المنافس الوحيد الذي يمكنه إرباك مسار إسبانيا. لكن حتى لو فازت تركيا في المباريات الثلاث المتبقية، فلن تتجاوز إسبانيا إلا إذا سقطت الأخيرة في مباراتين على الأقل — وهو أمر يبدو مستبعدًا.

البث والجمهور: beIN SPORTS HD 1 تُسيطر على المشهد العربي

البث عبر beIN SPORTS HD 1 لم يكن مجرد خيار — بل كان ضرورة. الملايين من المشاهدين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تابعوا المباراة مباشرة، وسجلت القناة أعلى نسب مشاهدة لليوم، حسب تقارير داخلية من الشركة. المباريات الأوروبية الكبرى، خاصة تلك التي تضم إسبانيا، تُعدّ من أهم مصادر المحتوى الرياضي في المنطقة، وغالبًا ما تُحدد توجهات الاشتراكات. هنا، لم تكن المباراة مجرد مباراة — كانت حدثًا اقتصاديًا أيضًا.

ما الذي ينتظرنا؟

التصفيات تستمر حتى مارس 2026. إسبانيا ستخوض مباراتين أخريين: ضد تركيا في تبليسي في مارس، ثم ضد بلغاريا في إسبانيا. أما جورجيا، فعليها أن تهزم بلغاريا في تبليسي، وتتفوق على تركيا في أرضها، وتنتظر معجزة من المباريات الفاصلة. لا شيء مستحيل، لكن الواقع يقول إن الطريق صعب جدًا.

النقطة الأهم؟ إسبانيا لم تُظهر فقط قوة هجومية — بل أثبتت أن لديها توازنًا استثنائيًا. ميكيل ميرينو، الذي سجل 4 أهداف في مباراتين فقط، يُعدّ الآن من أبرز لاعبي الوسط في أوروبا. وبيدري، رغم غيابه في هذه المباراة، ما زال يُعدّ القلب النابض للفريق. المدرب لويس دي لا فوينتي يبني فريقًا لا يُهزم — لا بالصدفة، بل بالمنهج.

الملف التاريخي: لماذا تُخاف إسبانيا في التصفيات؟

منذ 2008، فازت إسبانيا في 80% من مبارياتها في التصفيات العالمية والأوروبية. في تصفيات كأس العالم 2022، سجلت 31 هدفًا في 10 مباريات. في 2018، كانت أفضل دفاع في أوروبا. هذه ليست صدفة. هذه ثقافة. ثقافة تُدرّب فيها المراهقون على التسجيل والتنظيم في آنٍ واحد. لا توجد نجوم فردية هنا — فقط نظام يُديره عقل جماعي.

جورجيا، رغم تطورها، ما زالت تفتقر إلى هذا العمق المؤسسي. لا تملك أكاديميات تُنتج لاعبين بمستوى أويارزابال أو زوبيميندي. لا تملك بنية تحتية تُمكّنها من التحول من فريق يُحاول أن يُسجل إلى فريق يُسيطر على الملعب.